الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 ديسمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساخرون في بيت إيل!!
ثم صعد من هناك إلى بيت إيل ... وإذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له: اصعد يا أقرع! اصعد يا أقرع! ( 2مل 2: 23 )
في ملوك الثاني2 نقرأ أن أخبار صعود إيليا إلى السماء قوبلت بالسخرية في بيت إيل؛ أي بيت الله. وألا نرى أمثال هؤلاء في يوم النعمة؟! ألا نرى الجهل، وعدم الإيمان، والسخرية في الدوائر الدينية، في البيت الكبير؟ إن هذه بلا شك هي إحدى علامات الأيام الأخيرة ( 2بط 3: 3 ،4).

لقد قيل حقاً إن اللعنة لا تأتي بلا سبب ( أم 26: 2 ). فالتفت أليشع إلى ورائه ونظر إلى الصبيان الصغار ولعنهم باسم الرب. وفي هذا التصرف نرى ثلاثة أمور هامة:

أولاً: أنه غيَّر اتجاهه. فهو سائر في طريقه الطبيعي لكي يبارك. لكنه هنا "التفت إلى ورائه" لكي يلعن. فهي حالة خاصة استثنائية.

ثانياً: نراه يتصرف بهدوء وليس بانفعال كرّد فعل للحَدَث. "التفت إلى ورائه ونظر إليهم". لقد تأمل وفكَّر قبل أن ينطق باللعنة.

ثالثاً: "لعنهم باسم الرب". فلم يكن الأمر انتقاماً لكرامته، لكنه أظهر أن الذي أُهين هو الرب نفسه. ولو كان أليشع قد أخطأ في هذا التصرف لكانت أعمال العناية ستتدخل وتمنعه. لكن الله صادق على ذلك إذ أرسل دبتين من الوعر ليؤكد اللعنة ويوافق على هذا القضاء. إن قداسته لا تتساهل مع الشر إطلاقاً.

ولنا في هذه القصة ثلاثة دروس هامة:

1 ـ "هوذا لطف الله وصرامته" ( رو 11: 22 ). عندما أبرأ أليشع مياه أريحا، قبيل هذه الحادثة، ظهر لطف الله (2مل 19-22). وهنا تظهر صرامة الله. وكلاهما يُعبّران عن كمال الله.

2 ـ الله يلاحظ الكلمات مثل الأفعال تماماً. والله سيعاقب الأشرار ليس على أعمال فجورهم فقط، بل حتى على الكلمات الصعبة التي نطق بها عليه خطاة فجار (يه15).

3 ـ كم كان حزن الآباء والأمهات عندما رأوا أجساد أولادهم تُفترس افتراساً. لكن بالأكثر كم سيكون حزن آباء كثيرين عميقاً في يوم الدينونة القادمة، عندما يرون أبناءهم في العذاب الأبدي، خاصة إذا كانوا هم السبب في ذلك نتيجة الإهمال في التربية أو القدوة الشريرة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net