الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة تحت الناموس: الفصح
.. كل إنسان منكم أو من أجيالكم كان نجساً لميت أو في سفر بعيد فليعمل الفصح للرب. في الشهر الثاني في اليوم الرابع عشر ( عد 9: 10 ،11)
صنع شعب إسرائيل الفصح للمرة الثانية في تاريخه عند دخوله إلى البرية. وصنعه بحسب كل ما أمر به الرب موسى في الوقت المحدد في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول من السنة، بين العشائين. ولكن كان من بين الشعب أُناس في سَفَر وآخرون تنجسوا بجسد ميت، وبذلك لم يكن ممكناً لهم أن يصنعوا الفصح. فهل سيُحرمون نهائياً من عمل العيد في تلك السنة، ويُحرمون من عمل ذكرى خلاصهم من أرض مصر؟

لا شك أن أولئك الناس مُذنبون لأنه كان في إمكانهم أن يتطهروا في الوقت المناسب وتحديد موعد سفرهم ليكونوا موجودين في وقت الفصح. ولكن في هذا أيضاً تعامل الله بالنعمة. فهو يأخذ في الاعتبار مصاعب البرية ويتغاضى عن عدم تبصر أو إهمال أولئك الناس، فسمح لهم بأن يعملوا الفصح في الشهر الثاني من السنة بين العشائين، بدلاً من الشهر الأول.

واليوم أيضاً حدد الرب للمؤمنين موعداً ليتذكروه ويتذكروا آلامه وموته. ولكن لا مجال كما كان بالنسبة للإسرائيلي لتكرار ذبيحة، تذكاراً لخلاص مضى، بل للتذكير بذبيحة تمت مرة واحدة فقط هي ذبيحة الرب يسوع المسيح على الصليب. لم يَعُد الأمر كما كان بالنسبة للفصح التزاماً ناموسياً، بل إجابة محبة على رغبة الرب نفسه. وهو إذ كان قد اشتهى شهوة أن يأكل الفصح مع تلاميذه قبل أن يتألم، فكم يشتهي أيضاً أن نستجيب لدعوته اليوم "اصنعوا هذا لذكري"! ( 1كو 11: 24 ). وكم يكون مُحزناً لقلبه أن نهمل ممارسة هذه الذكرى!

لا شك أنه يجب ممارسة هذه الذكرى ونحن في حالة مناسبة، وهذه نقطة مشتركة مع الفصح. إن التحذيرات الموجّهة لنا ليس الغرض منها أن تُخيفنا بل بالعكس أن تُتيح لنا الإمكانية لأن نصنع الذكرى بكل حرية. وكما في الماضي "إن اعترفنا بخطايانا" فنعمة الله حاضرة دائماً لتأتي بنا أمامه بلا "ضمير خطايا". وفوق ذلك "ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مُجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية" ( عب 4: 15 ).

ليتنا لا نهمل امتيازاً عظيماً بهذا المقدار!

عن الفرنسية
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net