الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله
في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا ( 1يو 4: 10 )
تؤكد الكتب المقدسة ـ كقاعدة ـ على محبة الله تجاهنا أكثر من محبتنا نحن لله ( يو 3: 16 ؛ رو5: 8؛ أف2: 4،5؛ 1يو4: 10). فنحن لم نحب الله، لكنه هو أحبنا. لم تنبع المحبة فينا لكن في الله. لقد كان مستحيلاً تماماً لنا أن نحب الله لهذين السببين التاليين:

(1) كنا كارهين لله: فلم نكن نتصف بالمحبة لله، لكن بما هو مُضاد لها ـ الكراهية والعِداء له. وتُخبرنا رومية5: 10 أننا كنا أعداء لله وكان يجب أن نتصالح معه. وفي كولوسي1: 21 نقرأ أننا كنا قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة. كنا بعيدين عن الله، أعداء وكارهين له، لذلك كان يجب أن نُستحضر إلى علاقة جديدة معه.

(2) كنا أمواتاً خطاة: لم يكن شيء فينا يطلب الله. ولا اشتياق لله أو شعور بالمحبة تجاهه، لا شيء من ذلك. كنا أمواتاً روحياً، أمواتاً بالذنوب والخطايا، لم نُظهر أية إجابة لمحبة الله، وكان يجب أن نُستحضر لحياة جديدة لنكون قادرين على فهم تلك المحبة.

ولكن الله أحبنا بالرغم من فسادنا العميق ـ فمن ناحية كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا، وبالتالي فنحن غير قادرين على الاستجابة لمحبة الله (أفسس)؛ ومن الناحية الأخرى كنا عائشين في الخطية ولذلك نكره الله (رومية). وبالرغم من حالتنا المائتة والفاسدة هذه، لكن الله أحبنا، ومحبته نبعت منه، لم تكن بسبب أي صفة جاذبة من جانبنا، لكنها نبعت من قلبه. إن محبة الله هي التي اتجهت إلينا حين لم نكن نفكر فيه، بل حين لم نُظهر إلا العداء تجاهه. وسبب تلك المحبة الإلهية، المحبة الأبدية التي لا تتغير ولا تعتمد علينا، هو تلك الحقيقة أن "الله محبة" ( 1يو 4: 8 ،16). إنه يحب لأن المحبة هي طبيعته وخاصيته. ولهذا السبب عملت محبته مع أولئك الذين لم يكونوا يستحقون تلك المحبة، وبحثت عن طرق ووسائل لتسترجع أولئك الذين هم غرض تلك المحبة ـ رغم عدم استحقاقهم ـ إلى خلائق جديدة تستجيب لتلك المحبة. فيا للنعمة!

هوجو باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net