الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بين الحيرة والفرح
ماشيان عابسين.. (غير مصدقين من الفرح) ( لو 24: 17 ، 41)
في رحلتهما من أورشليم إلى عمواس، كانت الحيرة تملأ رأسي ذينك التلميذين، فكانا ماشيين عابسين. لكن إذ اقترب إليهما يسوع نفسه، محدثاً إياهما من كلمة الله، عن الأمور المختصة به في جميع الكتب، سرعان ما تبدّل الحال، فالأرجل السائرة في اتجاه خاطئ اعتدل مسارها، والحديث اليائس تحوّل إلى بشارة مُفرحة، وبُطء السير تحوّل إلى سرعة الأيائل، والقلب البارد التهب، والأعين المُمسَكة عن رؤية المسيح انفتحت، ذاك الذي فتح ذهن تلاميذه سريعاً ليفهموا الكتب. ثم تحولت عبوسة الوجه إلى أفراح يشاركان بها سائر القديسين. ويا لها من بركة رائعة! فبين الحيرة والفرح كلمة، هي كلمة الله التي تحدثنا عن المسيح مصدر الفرح الحقيقي.

وهذا الأمر عينه اختبره قبلهما حبقوق، الذي في يومه امتلأ ذهنه بالأسئلة المُحيرة تجاه ما يحدث معه ومع شعبه، ولم يفهم معاملات الله بصفة عامة (ص1). لكنه حالما اعتلى مرصده، وقرأ رؤيا الإعلان الإلهي (ص2)، تحوّل قلبه إلى الفرح، وطفر بقدميه على مرتفعاته كالأيائل متعلقاً بالرب كمصدر الفرح (ص3).

وبعد تلميذي عمواس نجد ذات الفكر في رحلة الخصي الحبشي من أورشليم عائداً إلى بلاده. فإذ لم تُشبعه الأعياد الدينية، ولم تروِه الممارسات الطقسية، فقد آثر أن يكون رفيق رحلته في عودته كلمة الله (إشعياء53) واستخدم الرب فيلبس بقوة الروح القدس ليفهم ما يقرأه، وإذ فهم، فقد كان ختام رحلته هكذا "ذهب في طريقه فَرِحاً" ( أع 8: 39 ).

أيها الأحباء، في أيامنا، حيث تشتد الحيرة والتساؤلات، خير لنا أن تكون كلمة الله رفيقنا الأول في سياحتنا، ولنثق عندئذ أن رحلاتنا ـ في كل مرة ـ ستنتهي بالفرح. إذ سنرى فيها بالإيمان شخصه الكريم، مصدر بهجتنا حتى ونحن نجتاز البلوى المُحرقة ( 1بط 1: 6 -8). وسنُدرك معاملاته حتى ولو كانت في المياه الكثيرة أو الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف.

حقاً .. إن بين الحيرة والفرح: كلمة؛ هي كلمة الله الحية الفعّالة، والباقية إلى الأبد.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net