الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع رجل الأوجاع
مَنْ صدَّق خبرنا ولمن استـُعلنت ذراع الرب ( إش 53: 1 )
جاء الرب يسوع إلى هذه الأرض وهو "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن وكمُستّر عنه وجوهنا مُحتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحُبره شُفينا" ( إش 53: 3 -5)

كان يعلم أنه سيدخل عالماً مُعادياً وفاسداً، عالماً رافضاً له، وأنه سيتألم فيه آلاماً رهيبة. وأول سبب لآلامه هو أنه هو القدوس الكامل بين أُناس نجسين للغاية قد عاين الإهانة التي حدثت لله وشقاوة الإنسان! نعم، لقد استحق أن يُدعى "رجل الأوجاع"!

كان مُحتقراً ومخذولاً من شعبه الذي أجزل العطاء له بما لم يقدمه أحد قط: معجزات شفاء مجانية كثيرة، وكلمات نعمة وحق، وكلمات خلاصية، وكلمات تعزية ورجاء ... إننا نفهم ألمه في مواجهة حائط العداوة الذي اصطدم به. نعم إنه رجل الأوجاع!

إن وقائع أسبوع المسيح الأخير على الأرض يشغل مكاناً كبيراً في الأناجيل: الثلث في إنجيلي متى ومرقس، والربع في إنجيل لوقا والنصف في إنجيل يوحنا. إنه أسبوع من آلام فائضة. لقد تألم الرب يسوع في جسده وفي نفسه، وجُرحت محبته بموقف القريبين منه وبصفة خاصة موقف تلاميذه الإثنى عشر: فالواحد خانه، وآخر أنكره وآخرون هربوا. واثنان منهم تشاجرا ليكونا الأولين في ملكوت المسيح، بينما كان يتحدث عن موته! نعم، إنه رجل الأوجاع.

واليوم الأخير، يوم "سلطان الظلمة" ( لو 22: 53 ) تألم في جسده: لُطم على وجهه، وبُصق عليه، وتعرى، وجُلد، وأُهين، وسُمر على صليب العار. نعم! إنه رجل الأوجاع!

وبلغت آلامه ذروتها عندما صرخ: "إلهي إلهي لماذا تركتني"؟ ( مز 22: 1 ). وهي الآلام الكفارية التي لا يمكن أن نتصورها. يا له من موضوع للسجود أن يسوع ابن الله قد قَبِلَ أن يكون رجل الأوجاع!

عن الفرنسية
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net