الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كتاب الكتب
لأنك قد عظَّمت كلمتك على كل اسمك ( مز 138: 2 )
أي امتياز أعظم من حصولنا على هذا الكتاب العجيب ووجود الإعلان الإلهي بين أيدينا وفيه خُلاصة التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، وكل سطر منه موحى به من الله.

ولا ننسى أن الكتاب المقدس يحكم أيضاً على الإنسان؛ يحكم على طرقه وعلى قلبه ويكشف له حقيقة ذاته، ولهذا ينفر الإنسان غير المتجدد من كتاب الله ويفضّل بالأحرى قراءة جريدة أو رواية هزلية على كلمة الله.

وكما كان الحال في أيام الرسل حين اتفقت كلمة فئتين من بني البشر تختلفان كل الاختلاف عن بعضهما من الوجهة الاجتماعية والأدبية "اتخذوا رجالاً أشرار من أهل السوق" و"حركوا النساء المتعبدات الشريفات"، ولكنهما اتحدتا من كل القلب في هذه النقطة الواحدة، ألا وهي رفض كلمة الله بتاتاً واضطهاد خدامه الأمناء المنادين بها ( أع 13: 50 ؛ 17: 5). هكذا الحال في كل زمان تجد أشخاصاً يستحيل أن يتفقوا على أي شيء كان، ولكن سرعان ما تتفق كلمتهم على مقاومة الكتاب المقدس ومعارضته.

حينما يترك الناس الكتب الأخرى وشأنها، ولا يجرأون بل لا يهتمون على إظهار العيوب الموجودة في هذه الكتب، إذ بهم لا يحتملون أن يروا الكتاب المقدس، والسبب في ذلك ظاهر لأنه يكشف عوراتهم ويخبرهم عن حقيقة العالم التي تعلقت به قلوبهم.

وألم تكن مقابلة الناس لكلمة الله الحي ابن الله، الرب يسوع المسيح على هذا المنوال تماماً وقت أن كان بينهم؟ فقد أظهر الناس العداء له وكرهوه لأنه كان يخبرهم بالحق والحق كله، ولأن خدمته وكلماته وطرقه وحياته بجملتها كانت شهادة حية ضد العالم. وقد حاول رؤساء الكتبة والفريسيون وقادة الشعب أن يصطادوه بكلمة ليتسنى لهم اتهامه وتسليمه للحاكم الروماني. وفي نهاية حياته العجيبة عُلِّق الوحيد المبارك على الصليب بين لصين، وهذان اللصان تُركا وشأنهما، بمعنى أن رؤساء الكهنة والشيوخ لم يستهزئوا بهما ولم يهزوا رؤوسهم احتقاراً لهما ولم تقع عليهما شتائم، أما الكلمة المتجسد فقد كان فوق الصليب القائم في الوسط موضوع استهزاء جميع الرعاع القساة القلوب وتعييرات رؤساء الكهنة والكتبة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net