الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرب يهتم بخاصته كأصدقاء
فقال له الرب في رؤيا: يا حنانيا! فقال: هأنذا يارب. فقال له الرب: قم واذهب إلى الزقاق الذي يُقال له المستقيم، واطلب في بيت يهوذا ... شاول ( أع 9: 10 ،11)
أريد أن أوجه النظر إلى الحرية الكاملة، بل أستطيع أن أقول الألفة التي بها يتكلم حنانيا مع الرب ـ مع الاحترام والخشوع طبعاً، وإلى نفس الطريقة التي بها يتكلم الرب مع حنانيا. فعندما يدعو الرب حنانيا، يُجيب على الفور: "هأنذا". ونرى الرب الذي يعامل خاصته كأحبائه يتكلم مع حنانيا بقلب مفتوح ويُريه، لا الطريق فقط ولا البيت الذي يوجد فيه شاول، بل العلامة التي بها يستدل عليه وهي أنه يصلي، وأنه أيضاً رأى حنانيا في رؤيا آتياً ليضع يده عليه لكي يسترد بصره ـ كما يقول الصديق لصديقه كل ما بقلبه.

ونفهم من هذا أن الرب كان يعلم كل ما يفعله شاول فأخبر حنانيا به. ونرى في إجابة حنانيا ثقته الكاملة في صلاح الرب فيقول له إنه قد سمع أن هذا الرجل قد جاء لكي يوثق جميع الذين يدعون باسم الرب. والرب لا يوبخه على هذا الكلام مع أنه كان يجب عليه طبعاً أن يذهب ويفعل ما أمره به الرب من دون معارضة، ولكن الرب يتنازل فيوضح له الأمر ويُخبره بمقاصده من نحو شاول وأنه له إناء مختار ليحمل اسمه، وأنه سيُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمه. فالرب يفتح قلبه لحنانيا كما إلى صديق يعامله بمنتهى الثقة، ويتكلم معه بدون كُلفة ويُخبره بما يشعر به ( أع 9: 10 -16).

ومن المهم أن نتذكر أن الرب يسوع يحمل طابعه الإنساني دائماً، هو إنسان تام إلى الأبد. ولو لم يكن هو الله لَمَا كان لإنسانيته فائدة، ولكن لكونه الله فاهتمامه بنا كإنسان وعدم استحائه بأن يدعونا إخوة، عظيم القيمة بدرجة لا تُقدَّر. فهو يستطيع أن يشعر معنا ويشترك في ظروفنا وتجاربنا وصعوباتنا، وهو يحبنا كما أحبه الآب كإنسان وابن على الأرض، ومحبته لها كمال إلهي ومع ذلك فهو يشعر كإنسان قد جُرِّب في كل شيء مثلنا بلا خطية، فهو يفكر فينا كمن قد اجتاز في كل هذه الأشياء بمحبة إلهية ورثاء إنساني. إنه ليس فقط يعرف كل شيء كالله، بل قد صار له أيضاً اختبار إنسان. يا له من حق ثمين ونعمة لا يُسبر غورها.

ما أغزر محبة مخلصنا! وكم هو قريب منا! كم يدرك ما نعانيه في جهاد الإيمان! وكم ينعطف قلبه بالحب إلينا! إنه يعرف كل شيء ويشعر بكل شيء ويوجد معنا في كل شيء لمعونتنا.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net