الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وليمة السجود في بيت عنيا
ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا ... فصنعوا له هناك عشاءً ( يو 12: 1 ،2)
نلاحظ أن الرب عُمل له في أثناء خدمته فوق الأرض وليمتان كبيرتان: الأولى في بيت متى، وهي ذُكرت في الأناجيل الثلاثة المتماثلة ( مت 9: 9 -13؛ مر2: 14-17؛ لو5: 27-32)، وهذه كانت في بداية خدمته. ثم في الإنجيل الرابع، وقرب نهاية خدمته، نرى الوليمة الثانية في بيت عنيا. الوليمة الأولى دعا فيها متى العشار جمعاً غفيراً من عشارين وخطاة، ليتعرفوا على المخلص، الذي كان قد خلّصه ودعاه، وكأن متى أراد بهذه الوليمة أن يشرك كل المحتاجين في معرفة شخص المخلص. بينما هنا لم يكن القصد منها تعريف الخطاة بالمخلص بل إكرام المسيح نفسه.

الوليمة الأولى هي وليمة النعمة، أما هنا فوليمة السجود. في النعمة نحن نرى ما يعمله المسيح معنا، وفي السجود نجد رجع الصدى في قلوب متعبدة وساجدة، تقدِّر نعمته وتقدم له المجد.

هاتان الوليمتان تذكراننا بعشاء الإله العظيم (لو14)، وبعشاء الرب (1كو11). في عشاء الإله العظيم المشغولية متجهة إلى احتياج الإنسان البائس، وفي عشاء الرب المشغولية متجهة إلى إكرام الرب المجيد.

يقول البشير: "فصنعوا له هناك عشاء" (ع2). كانت المناسبة خاصة بإكرام المسيح لا إكرام لعازر. وفي المناسبة عينها فإن مريم دهنت جسد المسيح لتكفينه. فلم يكن غرض المناسبة إذاً الاحتفال بلعازر المُقام، بل تكفين المسيح الذي كان مُزمعاً أن يموت.

هكذا الكنيسة الآن، فإنها تجتمع حول المسيح (لا سيما في أول كل أسبوع) لتشهد لا لقيامتنا نحن من الأموات، بل ولا حتى لقيامة المسيح من الأموات، بل إن القصد من مناسبة عشاء الرب هو ـ كما ذكر الرسول بولس: "تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" ( 1كو 11: 26 ).

فلنذكرن ذاك الحَمَل وما قضى فوق الصليب
ولنُخبرن بموته حتى يجيء عن قريب

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net