الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 سبتمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيمان عجيب
أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله. ثم قال ليسوع اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك ( لو 23: 41 ،42)
إن إيمان ذلك اللص الذي تاب وهو مُعلَّق على الصليب هو إيمان عجيب، ربما لم يرتقِ إيمان منذ بدء الخليقة نظيره. ويشتمل هذا الإيمان العجيب على سبعة أمور مجيدة:

أولاً: لقد آمن ذلك اللص بالخلود، وبأن هناك بعد الموت وجود. وإلا فما الداعي لأن يدعو زميله إلى خوف الله؟ وما فائدة خوف الله لشخص سيودّع الحياة بعد ساعات، إذا كان الموت هو نهاية كل شيء؟

ثانياً: آمن اللص أيضاً برحمة الله العجيبة، ولهذا فقد اعترف وأقرَّ بذنبه العظيم. عند البشر، يُعتبر الاعتراف هو سيد الأدلة، فيحاول الجاني قدر استطاعته أن يتجنب الاعتراف، أما عند الله فالإقرار بالذنب هو خطوة لا بد منها للحصول على الغفران، وذلك لأن البديل الكريم دفع الحساب عن كل تائب مؤمن "مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح، ومَنْ يقرّ بها ويتركها يُرحَم" ( أم 28: 13 ).

ثالثاً: أقرَّ ذلك اللص ببر المسيح وبكمال ناسوته الفريد. فعندما تداعى إيمان الرسل، تشامخ إيمان اللص! وعندما أجمعت الأمة أن يسوع مستوجب الموت، أعلن ذلك البطل أن المسيح لم يفعل شيئاً ليس في محله!

رابعاً: اعترف اللص أيضاً بلاهوت المسيح وبربوبيته. لقد سمع تهكمات رؤساء الكهنة "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" ( مت 27: 40 ). لكن ذلك اللص بالإيمان ـ لا بما تراه الأعين ـ رأى اللاهوت في ذلك المصلوب الأوسط، فقال له "يا رب".

خامساً: اعترف اللص بأن يسوع هو المخلِّص، فقال له "اذكرني". دون أن يحدد له الطريقة التي بها يذكره.

سادساً: اعترف اللص بأن ذلك المصلوب إلى جواره هو الملك، كما عرف أيضاً أن له ملكوتاً. فمع أنه كان مُعلقاً على صليب العار، لا مُكللاً بتيجان المُلك وأكاليل الفخار، ومع أنه كان مُعتبراً كأنه واحد من الأثمة، لا مُحاطاً بحاشية من الوزراء، وتخدمه مجموعة من العبيد والخَدَم، فإنه رغم ذلك رأى فيه ـ بالإيمان ـ ملك اليهود.

سابعاً: آمن بمجيئه الثاني عندما قال له "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" أو "متى جئت ملكاً" ( رؤ 19: 16 ). لقد تعلَّم من روح الله أن المسيح سيأتي ثانية ليؤسس مُلكه، أو كما قال المسيح عن نفسه إنه "ذهب إلى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه مُلكاً ويرجع" ( لو 19: 12 )

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net