الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 أغسطس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل الصلاة تعويذة ؟!
وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم. فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه ( مت 6: 7 ،8)
لقد خرَّبت الخطية كيان الإنسان، فجعلته يشوه كل ما يصل إلى يديه حتى ولو كان أقدس الأمور كالصلاة! وإن كان البعض قد شوّه الصلاة فجعلها لا تخرج عن كونها فريضة، فإن البعض الآخر شوهها فحسبها تعويذة. نعم، فهم يحفظون عبارات يرددونها على أنها صلاة، قد يفهمون معناها أو لا يفهمون، وسواء فهموه أو لم يفهموه فهذا لا يعنيهم، فالمسألة عندهم ليست عبادة عقلية واعية؛ بل تسميع لقطع محفوظات. هي بالنسبة لهم طلسم يُردد ليفتح الأبواب ويحل العقد والمشكلات، بها تتمتم الشفاه والعقل غائب، تلوكها الألسنة والقلب فاسد، فيا للغباء!

وبلا شك هناك دينونة من الله على هذا الذي يعلِّم الناس أن يصلوا هكذا، لكن هذا لا يعفي الإنسان الذي يمارس الصلاة هكذا من دينونة الله، ذلك لأن الإنسان بالفطرة يشعر باحتياجه ليتواصل مع خالقه تواصلاً عاقلاً مفهوماً، إلا أنه للأسف بسبب خطاياه ونجاساته هو يفضل هذا النوع من التواصل غير الواعي وغير المفهوم، ذلك لكي يهرب من مواجهة شروره ومعاصيه إذا تعامل مع الله تعاملاً واعياً على مستوى عالٍ من الصحو والإدراك، كما أنه في نفس الوقت يتخلص من الشعور بالذنب لابتعاده عن خالقه إذ يوهم نفسه أنه يصلي، والحقيقة الواضحة أنه لا يصلي بل يخدع نفسه. والنتيجة الأكيدة لهذا الخداع هي مزيد من الشرور، بل وصيرورة الإنسان ضحية لنوع من العبادة هي أشبه بالعبادة الوثنية، هذه العبادة التي يكرر أصحابها الكلام باطلاً يتوافق مع نوع الإله الذي يصلّون إليه، فهو إله له آذان ولا يسمع، وله أعين ولا يبصر. لكن يا للحماقة حين يمارس إنسان هذا النوع من الصلاة مع الله الحي الحقيقي!

من هؤلاء حذرنا الرب يسوع قائلاً: "وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم، فلا تتشبهوا بهم لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" ( مت 6: 7 ،8). وربما خير مثال لهؤلاء هم أنبياء البعل الذين ظلوا يصرخون من الصباح إلى الظهر قائلين: "يا بعل أجبنا، فلم يكن صوت ولا مُجيب" ( 1مل 18: 26 ).

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net