الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 أغسطس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التلمذة الحقيقية
إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً ( لو 14: 26 )
هل معنى ما جاء في لوقا14: 26 أن الإنسان يبغض أحباءه ويتركهم لكي يكون تلميذاً للمسيح؟ كلا. دعنا نرجع إلى متى10: 37،38 حيث نجد شروط التلمذة بلغة أوضح "مَنْ أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني، ومَنْ لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني". إن شروط التلمذة للمسيح متضمنة في هاتين الكلمتين "الله أولاً". والآن ليسأل كل منا نفسه هذه الأسئلة البسيطة الصريحة:

هل لله الوقت الأول في حياتي، أم لعملي الزمني ومصالحي الشخصية؟ الله أم مسراتي؟ الله أم أموالي؟ وماذا من جهة عائلتي ـ هل لأحبائي المركز الأول أم الله؟ عندئذ تنحل أمامنا مشاكل كثيرة، ولا نعود نتساءل: هل من الصواب أو من الخطأ أن أفعل هذا أو ذاك؟ وهل من المناسب أن أذهب إلى هنا أو إلى هناك لأن الجواب على ذلك ـ ليكن الله أولاً.

إن الذي يجعل الله أولاً في حياته ويحمل صليبه ليتبع سيده بأمانة، قد نفذ الشرط الأول من شروط التلمذة. ولكن هناك شرط آخر "فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً" ( لو 14: 33 ). قد نتصور أنه يستحيل علينا تنفيذ هذا الشرط لأننا نفكر أن الرب يقصد معناه الحرفي. ولكن ليس الأمر كذلك، فإن الرب يقصد أننا نرفض سيادة أي شيء علينا وأن نعترف بعدم ملكيتنا لشيء في هذا العالم. ولنا مثال ذلك في أعمال4: 33 "وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحد يقول أن شيئاً من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركاً".

أنا لست ملكاً لنفسي، كما أن ما بين يدي ليس ملكاً لي، ولكن كل شيء هو ملك الرب ويسمح لي باستخدامه كما يشاء على شرط أن يكون له المركز الأول. وعندما أدرك ذلك، فإني بكل سرور أضع نفسي وما أمتلك بين يدي الرب وأعترف به سيداً عليَّ وعلى كل ما أملك.

ويجب أن نذكر أن الرب يسوع إما أن يكون سيداً لكل شيء، وإما أن لا يكون سيداً بالمرة "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين" ( مت 6: 24 ). قد نتصور أن الرب يرضى بالمكان الثاني في حياتنا. ولكن كلا. فهو لا يرضى إلا بأن يكون رب الكل وسيد الكل.

وليم مكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net