الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 يوليو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كمالات الإنسان السماوي
كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين ( نش 2: 3 )
إن ربنا يسوع المسيح كان الإنسان الوحيد الكامل الذي وطئت قدماه هذه الأرض، وقد كان كاملاً في أفكاره، كاملاً في أقواله، كاملاً في أعماله. وهو الذي لم يعرف خطية ( 2كو 5: 21 ) ولم يفعل خطية ( 1بط 2: 22 ) وليس فيه خطية ( 1يو 3: 5 ). وهو الوحيد الذي استطاع أن يقول: "مَنْ منكم يبكتني على خطية" ( يو 8: 46 ).

ونلاحظ تفرّده بالكمال الإنساني في بعض النقاط، نذكر منها:

1 ـ لم يذرف الدموع على خطية ارتكبها، أو فشل حدث منه .. حاشاه. أفاضل القديسين ذهبوا إلى الرب معترفين بخطيتهم وبفشلهم. لقد خرج بطرس إلى خارج وبكى بكاءً مراً ( لو 22: 62 ). والرسول بولس شتم رئيس الكهنة ثم اعتذر عن فعلته ( أع 23: 4 ). والرسولان يعقوب ويوحنا طلبا أن تنزل نار من السماء لتأكل كل السامريين، فاستحقا توبيخ الرب بل وانتهاره ( لو 9: 55 ).

2 ـ لم يصلِ قط مع أحد .. لقد صلى الرب يسوع المسيح لأجل الآخرين، لكنه لم يصلِ معهم. فلم تذكر الأناجيل أنه أحنى ركبتيه ليصلي مع بطرس ويعقوب ويوحنا في بستان جثسيماني، بل "انفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى" ( لو 22: 41 ). لقد كانت له العلاقة الفريدة مع الله أبيه. لقد علَّم تلاميذه أن يصلّوا قائلين: ".. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمُذنبين إلينا ...: ( مت 6: 12 ). ولكن لم يصلِ المسيح مع تلاميذه لأنه حاشاه أن يقول اغفر لي ذنبي.

3 ـ طبيعته القدوسة لم تتلوث بأي ميل في الداخل للخطية .. لقد وُلد المسيح قدوساً، وعاش قدوساً. ولقد جُرِّب في كل شيء مثلنا بلا خطية ( عب 4: 15 ). ولقد قال له المجد: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" ( يو 14: 30 ).

وفي النهاية نقول: إن ذلك الشخص العجيب القدوس المتفرِّد في الجمال وفي الكمال، جُعل فوق الصليب خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه ( 2كو 5: 21 ). وحَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 ). والرب وضع عليه إثم جميعنا ( إش 53: 6 ).

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net