الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 يوليو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إتاي الجتي وحوشاي الأركي
فقال داود لإتاي اذهب واعبر ... إذا بحوشاي الأركي قد لقيه... فقال له داود ... إذا رجعت إلى المدينة.. فإنك تُبطل لي مشورة أخيتوفل ( 2صم 15: 22 ،32-34)
كان من السهل أن يُكرَّم داود وهو ملك، ومن الخير أن يُخضَع له وهو مُمسك بالصولجان. ولكن عندما اضطر داود إلى الهَرَب أمام أبشالوم، استُعلنت خفايا القلوب. فالبعض مثل أخيتوفل تركوه وانفصلوا عنه، والبعض الآخر ظلوا أوفياء للعهد.

كثيرون مكثوا في أورشليم ولكن إتاي لم يشأ أن يترك داود. فهل جاء من جت ليلتصق بملك إسرائيل وهو في جاهه ومجده وقوته وسلطانه، أم جاء ليلتصق بشخص داود وليقاسمه حتى النفي والتشريد في البرية؟ انظروا إيمان إتاي يلمع متوهجاً في عباراته التي نطق بها "حي هو الرب وحيٌ هو سيدي الملك أنه حيثما كان سيدي الملك إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضاً" ( 2صم 15: 21 ).

إن رفض داود وهربه من أمام أبشالوم، أخرج هذا الإقرار النبيل من قلب إتاي، وبالمثل فإن المسيح الآن مرفوض من الناس، ويا له من شرف في هذه الأيام، أن نعترف به ونلتصق به ونتعلق به ونُخلص لشخصه ونُطيع كلمته. ويا ليتنا نخدمه أكثر من كل وقت مضى. لقد قال له المجد "إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" ( يو 12: 26 ). إن ربنا يطلب أن نتبعه ويؤكد لنا إننا سنكون معه وسنُكرم من الآب. ليتنا نعبِّر تعبيراً قلبياً عن شركتنا معه بحياة التكريس والخضوع والطاعة "إلى أن يجيء".

ويلتصق إتاي بداود ويرافقه، ولكن ليس وحده بل "عبر إتاي الجتي وجميع رجاله وجميع الأطفال الذين معه" ( 2صم 15: 22 ). هذه صورة مُشجعة للآباء الذين يتجردون لخدمة الرب مع كل ذويهم ـ كل عائلاتهم وأطفالهم واثقين أن الرب هو الذي يدبر سلامتهم وسلامة كل ذويهم حتى الرضيع بينهم.

ولكن ليس الكل مدعوين لخدمة واحدة. فإتاي كان ينبغي أن يتبع داود، وأما صديقه حوشاي الأركي، فقد كان عليه أن يترك داود ليذهب إلى أورشليم ـ مُخاطراً بنفسه ـ لينجز مهمة دقيقة وُكِّلت إليه لإبطال مشورة أخيتوفل ( 2صم 15: 32 -37؛ 17: 6-16). وحوشاي لم يتردد، وأظهر ولاءه لمن يحبه، وعن طريقه أجاب الله طلبة الملك "حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل" ( 2صم 15: 31 ).

"يا ربُ ماذا تريد أن أفعل؟"

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net