الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 يونيو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَخزيا بنُ أَخآب: عناد ملك
وعصى موآب على إسرائيل بعد وفاة أخآب. وسقط أخزيا من الكوة التي في عُليته التي في السامرة فمرض ( 2مل 1: 1 ،2)
كما افتُتحت خدمة إيليا الجهارية برسالة قضاء على الملك أخآب، هكذا اختُتمت خدمته برسالة موت للملك الشرير أخزيا.

وعن الملك أخزيا نقرأ القول: "وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق أبيه وطريق أمه وطريق يربعام بن نباط الذي جعل إسرائيل يخطئ" ( 1مل 22: 52 ). لقد جمع أخزيا في حياته بين شر أبيه، ووثنية أمه. ولا شك أنه كان يعلم بالجوع الذي أصاب الأرض مدة الثلاث السنين والنصف، وكان يعرف ما حدث للبعل على جبل الكرمل والقضاء الذي حلَّ بالأنبياء الكذبة، كما كان يعلم بمعاملات الله الرهيبة مع أخآب أبيه. لا شك أنه عرف هذه كلها، لكن لم يكن لها أي تأثير على نفسه، بل على الرغم من كل هذه الأصوات المحذرة فقد "عبد البعل وسجد له وأغاظ الرب إله إسرائيل حسب كل ما فعل أبوه" ( 1مل 22: 53 ).

ولا يمكن أن شخصاً يقسي قلبه على الله وينجح، لذلك توالت الاضطرابات حول هذا الملك الشرير، فعصى موآب عليه، أما هو فقد سقط من الكوة التي في عُليته فمرض. لكن هل كان هذا وسيلة لإرجاع قلبه إلى الله؟ كلا. ففي سعته كان يعيش بدون الله، وفي ضيقته احتقر معاملات الله. في صحته عبد البعل، وفي مرضه اتجه إلى "بعل زبوب" إله عقرون ليعرف هل يُشفى من مرضه ( 2مل 1: 2 ). وكأننا بأخزيا ينهج منهج شاول الذي لجأ إلى العرافة فسمع مصيره من صموئيل، وهكذا سمع أخزيا مصيره من إيليا.

وها نحن نرى "سر الإثم" الآن يعمل. فالناس تركوا الله، واحتقروا إنجيل النعمة وهم يهيئون أنفسهم للانطواء تحت قيادة ذاك "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وآيات وعجائب كاذبة .. لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا .. بل سُروا بالإثم" ( 2تس 2: 9 -12).

ينسى الناس، كما نسى أخزيا، أن "إلهنا نار آكلة" فيحتقرون نعمته وسيادته، لذلك لا بد أن يستحضرهم الله يوماً إلى الدينونة ويُظهر مجده ويبرر نفسه.

"موتاً تموت" هذه هي آخر رسالة أبلغها إيليا لأخزيا. أبلغها قبل أن يُرفع من مشهد الشر ويرقى إلى دوائر المجد. لقد كان إيليا للمرأة الأرملة "رائحة حياة لحياة: وكان لهذا الملك الشرير "رائحة موت لموت".

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net