الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 يونيو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفريسي والعشار
إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا؛ واحد فريسي والآخر عشار ... أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مُبرراً دون ذاك ( لو 18: 10 -14)
يتحدث المَثَل عن اثنين صعدا إلى الهيكل، وهما يُشابهان بعضهما في عدة أمور:

(1) في الأصل: فهما إنسانان.

(2) في المكان الذي ذهبا إليه: "الهيكل".

(3) في الغرض الذي لأجله صعدا "ليصليا".

لكنهما يختلفان في أشياء أخرى مثل:

1 ـ وصف الحالة: واحد فريسي والآخر عشار، الأول خاطئ مرائي، والثاني خاطئ معروف.

2 ـ طريقة الصلاة: الأول وقف يصلي في نفسه، والثاني وقف من بعيد لا يرفع عينيه نحو السماء، بل قرع على صدره.

3 ـ كلمات الصلاة: صلاة الفريسي محورها الذات، فكانت في نفسه ومن نفسه وعن نفسه، لم يذكر اسم الله إلا مرة واحدة، لكن سرعان ما رجع إلى التحدث عن بره الذاتي وحسناته. لقد شكر الله بلسانه، لا لأجل إحسان من الله وصل إليه، لكن لأجل بره هو وصومه وعشوره. لقد ذكر الناس في صلاته، لكنه لم يكن مصلياً لأجلهم، بل مُحتقراً إياهم. لقد كانت صلاته تخلو تماماً من الاعترافات، لكنها مليئة بالإعلانات عن نفسه.

أما العشار في صلاته فيتصف بأربعة أوصاف:

أولاً : "وقف من بعيد"، وهذا مكان الأبرص الشاعر بنجاسته.

وثانياً: "لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء"، وهنا نرى اتضاعه وانكسار قلبه وإحساسه بنجاسته.

وثالثاً: "قرع على صدره"، تعبيراً عن الندم والشعور باستحقاقه لكل قصاص من الله.

ورابعاً: صلاته التي شملت مُخاطبة الله: "اللهم" فيها: (أ) استرحام الله: "ارحمني" وليس "ارحمنا"، فهو مسئول عن نفسه. (ب) اعتراف: "أنا الخاطئ" وليس "نحن الخطاة" وكذلك "الخاطئ" وليس "خاطئ". لقد رأى الفريسي نفسه أنه أفضل الناس، والعشار شعر في داخله أنه أردأ الناس.

والنتيجة النهائية: يقول الرب يسوع "أقول لكم إن هذا (العشار) نزل إلى بيته مُبرراً دون ذاك".

والمُحصلة الختامية: "مَنْ يرفع نفسه يتضع، ومَنْ يضع نفسه يرتفع".

عزيزي .. تُرى، هل أنت مثل الفريسي أم العشار؟

حليم حسب الله
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net