الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 إبريل 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أهيه الذي أهيه
فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه. وقال هكذا تقول لبني إسرائيل أهيه أرسلني إليكم ( خر 3: 14 )
إذا تتبعنا الأسماء الجليلة التي يتصف بها الله جلّ اسمه في الكتاب المقدس لوجدناها تطابق أعواز شعبه الذين أُعلنت لهم حسب ظروفهم المتنوعة. فمثلاً "يهوه يرأه" (الرب يرى أو يرتب) و"يهوه نسي" (الرب رايتي) و"يهوه شالوم" (الرب يرسل سلاماً) و"يهوه صدقينو" (الرب برنا)؛ فهذه الألقاب المختلفة فيها سد أعواز شعبه في ظروفهم المتنوعة، وأما قوله "أهيه" أي "أكون" أو "أنا هو" فيشمل كل شيء. كأن الرب هنا يقدم إلى شعبه تحويلاً أبيض (شيكاً) لكي يملأه شعبه على حسابه بأي احتياج شاءوا، لذلك يدعو نفسه "أنا هو" وعلى المؤمن أن يضيف أي لقب شاءه، أو كأن الله هنا يقدم للإنسان الرقم مجرداً لكي يضع الإنسان أصفاراً عن يمينه بقدر ما شاء. فإذا أردنا حياة مثلاً قال المسيح لنا "أنا هو الحياة" وإذا أردنا براً "فالرب برنا" وإذا أردنا سلاماً "هو سلامنا" وإذا أردنا حكمة فقد صار لنا من الله "حكمة وقداسة وفداء". وبالاختصار مهما فتشنا في قاموس احتياجات الجنس البشري ففي قوله "أهيه" غنى وملء يفوق حد التصور والإدراك.

ويا لها من رحمة أن يطلب الله منا أن نسير مع مَنْ له هذا الاسم العجيب، فنحن سائرون في برية هذه الحياة المليئة بالتجارب والأحزان والصعوبات، ولكن ما دام الله يعطينا هذا الامتياز المغبوط وهو أن يعلن لنا ذاته بالنعمة كمن فيه كفايتنا في كل ظروفنا وضعفاتنا، فلا نخشى من العبور في البرية مهما كانت صفتها. كان الله مزمعاً أن يجوز بشعبه في وسط برية رمالها مُحرقة عندما أعلن له اسمه العجيب الثمين هذا. ومع أننا نحن المؤمنين الآن قد خُتمنا بالروح القدس ولنا روح التبني الذي به نصرخ "يا أبا الآب" إلا أننا لسنا محرومين من التمتع بالشركة مع الله في صفاته المتضمنة في هذا اللقب الجميل الذي سُرّ أن يعلن ذاته به لشعبه قديماً، لا بل في جميع أسمائه تعالى.

إذاً ففي "أهيه" (أنا هو) كل الكمال وكل الجمال الإلهي بما يفوق حد التعبير. وكل مؤمن يجد في ذلك الاسم سد كل أعوازه الروحية مهما كانت إذ لا توجد نقطة في سياحة المسيحي ولا وجه من أوجه اختبارات نفسه، ولا ظرف من ظروف حياته التي يوجد فيها إلا وفي هذا اللقب ما يكفيه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net