الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 فبراير 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حجر الافتراق
وفي اليوم الثالث تنزل سريعاً وتأتي إلى الموضع الذي اختبأت فيه يوم العمل وتجلس بجانب حجر الافتراق ( 1صم 20: 19 )
بجانب هذا الحجر، حجر الافتراق، حدّد يوناثان لداود مكاناً ليختبئ فيه حتى يخبره بموقف أبيه (الملك شاول) منه. وفي هذا الموقع قطع يوناثان مع داود عهداً قائلاً له "لا تقطع معروفك عن بيتي إلى الأبد ... ثم عاد يوناثان واستحلف داود بمحبته" ( 1صم 20: 14 -17)، ولقد جدّد معه هذا العهد في برية زيف في الغاب ( 1صم 23: 16 -18).

وكم كان هذا العهد بركة كبيرة لبيت يوناثان. فبعد أن تبوأ داود العرش، تذكَّر عهده مع يوناثان فقال: "هل يوجد أحد قد بقيَ من بيت شاول فأصنع معه معروفاً من أجل يوناثان؟" ( 2صم 9: 1 ). فكان هذا العهد سبب خير كثير لمفيبوشث، وفي هذا نتعلم درسين جميلين:

أولاً: ما قاله الحكيم "ارمِ خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" ( جا 11: 1 )، فالمعروف الذي زرعه يوناثان مع داود قد جناه ابنه مفيبوشث، وإن كان بعد فترة طويلة.

ثانياً: أن الله يعتني ويُحافظ على نسل أتقيائه، الأمر الذي عبَّر عنه داود بالقول: "كنت فتى وقد شِخت ولم أرَ صديقاً تُخليَ عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً" ( مز 37: 25 ).

ورغم المحبة الشديدة التي كانت تربط يوناثان بداود، إلا أنه عند هذا الحجر تمّ افتراقهما عن بعض، وبكى كل منهما على فراق صاحبه، ولقد كان بكاء داود أشد مرارة. وهكذا ذهب داود في طريقه هرباً من وجه شاول، بينما رجع يوناثان إلى المدينة.

إن ما فعله يوناثان هنا هو حال كثير من المؤمنين الآن، إنهم بلا شك يُحبون الرب وهم مُخلصون له، ولكن عندما تُسبب لهم تبعيته المتاعب والرفض من المجتمع، فهم يفضلون أن يصلوا إلى حجر الافتراق. أي يذهب الرب (والذي يرمز إليه داود هنا) في طريقه، ويرجعوا هم إلى حياتهم المستقرة والهادئة (والتي يُشار إليها هنا بالمدينة).

إن الرب لم يَعِد تابعيه بطريق مفروش بالورود، بل بطريق فيه الكثير من الضيق، إلا أنه وعد في النهاية بإعطائنا الغلبة "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" ( يو 16: 33 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net