الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 نوفمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين هو ملجؤك؟
أقول للرب (أو عن الرب) ملجأي وحصني. إلهي فأتكل عليه ( مز 91: 2 )
على الرب توكلت. كيف تقولون لنفسي اهربوا إلى جبالكم.. ( مز 11: 1 )
عزيزي المؤمن .. أين هو ملجؤك؟ هل تحيا في بحر هذه الحياة، وفي وسط زوابعها وأخطارها الكثيرة والشديدة، وليس لك ملجأ؟ هل تقابل شِباك العالم التي قد توقعك فريسة وصيداً سهلاً، وليس لك ملجأ؟ هل تواجه مكائد العدو وحِيَله وهجماته الطاغية وليس لك ملجأ؟ حقاً لقد وجدت لك ملجأً من عقوبة خطاياك في الصليب، ولكن ماذا عن هذا القفر العظيم المخوف الذي تعبره؟ أليس لك ملجأ؟

وأنت وأنا عزيزي القارئ نحتاج إلى ملجأ يضمن لنا النجاة في كل تقلبات الحياة. لقد عثر داود على هذا الملجأ الذي يستطيع فيه أن يجد كل الراحة والسلام مهما كانت الظروف المُحيطة به قاسية وشديدة.

لقد طُلب من داود أن يهرب لحياته، وكان الطلب معقولاً جداً من الوجهة البشرية، فقالوا له: "اهرب إلى جبلك كعصفور". حقاً إن الجبل هو الرمز المحسوس للأمان والسلام، مرتفعاً فوق تلال المخاوف والمصاعب، عالياً فوق أمواج البحر العالية العاتية، ولكن هذه هي نظرة العيان التي تحتاج دائماً إلى شيء ملموس ليستند عليه. وقد يكون الجبل لأحدنا هو المال، ولآخر هو العلم، أو ربما المركز الاجتماعي، أو كل ما يُشعر الإنسان بالقوة والأمان. غير أن داود ارتفع بالإيمان إلى ما هو أسمى وأقوى وأبقى من الجبل، فيُجيبهم بتعجب "كيف تقولون لنفسي اهربوا إلى جبالكم كعصفور؟!" وما هو هذا الجبل أمام الله الذي وضعت فيه ثقتي؟ وهكذا عزيزي القارئ تجد أن الإنسان دائماً يحتاج إلى شيء محسوس وملموس يضمن له النجاة. وإذا غاب هذا عن ناظريه، بدأ يهوي إلى بئر مُظلمة من الخوف والشك والرعب. آه. ليت لنا جناحي الإيمان اللذين بهما نحلِّق إلى مَنْ هو أعلى وأقوى من الجبال، إلى الله الذي يستطيع حقاً أن يحمينا في ظل جناحيه.

ألم يَقُل الرب بفم إشعياء النبي "فإن الجبال تزول والآكام تتزعزع، أما إحساني فلا يزول عنك، وعهد سلامي لا يتزعزع، قال راحمك الرب" ( إش 54: 10 ). فلماذا تخاف؟ لماذا تضطرب؟ لماذا تخطر أفكار بقلبك؟ أنسيت أن لك ملجأ لا تستطيع يد العدو أن تصل إليه؟

إنني أسألك: أين هو ملجؤك؟ ليت إجابتك تكون "الرب ملجأي وحصني. إلهي فأتكل عليه" ( مز 91: 2 ).
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net