الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 1 أكتوبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابن مَنْ هذا الغلام؟
ولما رأى شاول داود خارجاً للقاء الفلسطيني، قال لأبنير رئيس الجيش: ابن مَنْ هذا الغلام يا أبنير. فقال أبنير وحياتك أيها الملك لست أعلم ( 1صم 17: 55 )
ظهرت في داود صفتان عُرف بهما لدى شاول، غير أنه كانت له صفة أخرى لم يستطع شاول أن يعرفه فيها. لقد عرف شاول داود كالمرنم الذي كثيراً ما أنعشه بنغماته الشجية، كما عرفه أيضاً كحامل سلاحه ( 1صم 16: 21 ،23). ولكنه لم يعرفه أبداً ولم يمكن أن يعرفه كالمخلص لشعب الرب. وهكذا الحال مع الناس، فإنهم قد يعرفون المسيح في صفة أو أكثر، ولكن تبقى دائماً صفات له غامضة أمامهم لا يدركون معناها ولا يعرفونها فيه.

كان شاول ينزعج لأن روحاً رديئاً كان يبغته، فأشار عليه عبيده أن يفتش على رجل "يحسن الضرب بالعود" وجاءوا له بداود فأحبه شاول وكان داود له حامل سلاحه. وفي هاتين الصفتين عرفه شاول كمطيِّب لقلبه، وكمساعد له لحمل السلاح، أما كالمخلص وكالمنقذ فلم يعرفه شاول أبداً. وأليس هذا هو حال الناس في هذه الأيام؟ إنهم يذهبون إلى أماكن العبادة في أيام الآحاد ربما لكي يتمتعوا بالترانيم المُنعشة المهدئة للتعب والمُريحة للأعصاب، وإذا سألتهم عن موقفهم إزاء المسيح، قالوا لك إنه أكبر معوان لنا على الخلاص، إنه المساعد العظيم لنا في ما نريده من خلاص نفوسنا. أما عن المسيح المخلص الكامل الأبدي، فهم لا يعرفون شيئاً، وغفران خطاياهم غفراناً كاملاً وشاملاً وأبدياً بدم المسيح لا يخطر لهم على بال. إنهم لا يعرفون المسيح كمن قام وجلس في يمين عرش العظمة ولا كمن هو الحياة.

ونحن نعلم أن معركة النصر دخلها داود وحده وانعقد له النصر وحده. ولذلك فإن أولئك الذين يتخذون ربنا يسوع المسيح كمساعد لهم فقط في خلاص نفوسهم عوضاً عن اعتباره المخلص الوحيد ـ الكل في الكل ـ يرتكبون أعظم الخطأ.

عزيزي .. هل أنت الآن تسأل المسيح أن يساعدك للحصول على الخلاص ويسند مجهوداتك الشخصية للحصول على التبرير والقبول والغفران؟ أم أنك تثق الثقة التي لا حد لها في ما صنعه المسيح لك من تطهير كامل، وتستند استناداً كاملاً إلى أقصى الحدود على عمله الكفاري وموته النيابي على الصليب؟ إن لم تكن لك هذه الثقة الكاملة وهذه الراحة الكافية، فإنك بذلك تنكر أن العمل "قد أُكمل".

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net