الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 يناير 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المستقبل القريب (1)
فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير.. ( 1كو 15: 51 -53)
هل يمكننا أن نضع تصوراً لمستقبل العالم في غضون الأيام القليلة القادمة؟

وإن كنا لا نستطيع أن نتوقع التفصيلات، إلا أنه يمكننا في نور كلمة الله أن نتصور الإطار العام للأحداث. ومستقبل أي إنسان على وجه الأرض لن يخرج عن أحد إطارين:

الإطار الأول: الاختطاف إلى السماء:

لمدة ألفي عام هي مدة سُكنى الروح القدس في الكنيسة لم يكف الروح عن العمل فيها ومن خلالها ليأتي بالمعينين للحياة الأبدية، لينمو الجسد وليكتمل بناء المسكن، وليصبح الجسد المكتمل عروساً ( أف 5: 31 ،32) ويصبح المسكن المُكتمل هيكلاً ( أف 2: 21 ). إلا أنه كما أتى الروح القدس فجأة إلى العالم، سيترك العالم أيضاً فجأة، سيُرفع من العالم، ومعه الكنيسة التي كوّنها على مدار ألفي عام.

والآية في صدر المقال توضح أنه لن يرتفع بالمؤمنين كما هم، أي بأجسادهم الآدمية، لكنه سيُجري فيهم آخر وأعظم عمل، وسيقدم للكنيسة خدمة أخرى بعد كل الخدمات الجليلة التي سبق وقدمها لها على مدار كل هذه السنين. فإنه سيُحيي أجساد المؤمنين المائتة، سيطلق فيها دفعة مجيدة من الحياة، فيُبتلع المائت من الحياة ( 2كو 5: 4 ). وأيضاً، ستقوم أجساد الراقدين، وكيف تُترك للفساد ولا تقوم، تلك التي كانت يوماً مسكناً لروح الله؟! ( رو 8: 11 ).

وكما ارتبطت لحظة مجيء الروح القدس وتكوُّن الكنيسة بحدوث صوت عظيم، كذلك سيرتبط يوم ارتفاعه مع الكنيسة عن الأرض بصوت عظيم آخر هو صوت البوق الأخير ( 1تس 4: 16 ،17).

وتحمل السُحب الكنيسة المُختطفة من الأرض لتقابل عريسها المحبوب والخارج للقائها في الهواء، حسب وعده في يوحنا14: 2،3. وعلى هذا الوعد ظلت هي طوال فترة خطبتها تناديه مع الروح القدس وتقول له "تعال" ( رؤ 22: 17 ).

وفي طبقات الجو العُليا، بعيداً عن دنس الأرض وفسادها، يسلِّم الروح القدس العروس للعريس في مشهد سامٍ نفيس، تماماً كما سلّم عبد إبراهيم رفقة لإسحاق. فيستلم المسيح عروسه هاتفاً هتاف النُصرة والفرحة، ثم يرتفع كلاهما ليكونا معاً كل حين للأبد، ويبدآن نشيد عُرس لا ينقطع. هذا عن الإطار الأول في السماء، أما الإطار الثاني على الأرض، فلنا عنه حديث آخر.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net