الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 يونيو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحديد الطافي
وقع الحديد في الماء ... فقال رجل الله أين سقط. فأراه الموضع فقطع عوداً وألقاه هناك فطفا الحديد.. ( 2مل 6: 5 ،6)
ينتقل بنا الروح القدس في قصة أليشع من الملوك والعظماء إلى منظر عادي بسيط يتعلق ببناء مكان لسكن بني الأنبياء، وهذه الحادثة توضح لنا بكل بساطة حياة الوداعة والتواضع التي كان يحياها رجل الله. فمن ناحية نراه يعمل لإزالة محنة تعرَّض لها ملوك وقواد (2مل3)، ومن ناحية أخرى نراه مهتماً بقطع الخشب وبناء مسكن لبني الأنبياء. هكذا الرسول بولس، من ناحية كان مهتماً بجميع الكنائس، ومن ناحية أخرى كان يصنع خياماً؛ استُخدم في خلاص كثيرين من الغرق في الماء، كما خرج ليجمع بعض القضبان ليضعها على النار في الجزيرة التي تُدعى مليطة. وفي الواقع لم يكن أليشع وبولس سوى آنيتين لإظهار روح سيدهما وربهما العظيم، الذي وهو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، يحتضن ولداً صغيراً بين ذراعيه، والذي وهو دائماً في حضن الآب كان يدخل بيت رجل صياد. وبينما يوجد رجال الله في أبسط الأعمال، نرى قوة الله تعمل لحسابهم؛ فبينما كان الرسول بولس يجمع القضبان ويضعها على النار، خرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده، لكنه نفض هذا الوحش إلى النار، ولم يتضرر بشيء رديء ( أع 28: 1 ـ5).

وعلى خلاف نواميس الطبيعة صارت الفأس تطفو فوق الماء. لقد أوقفت نواميس الطبيعة لكي يتعزى الرجل الذي استعار هذه الفأس التي سقطت منه في الماء بينما كان يقطع خشباً. الله الذي هو خالق النواميس التي تحكم الخليقة هو وحده الذي يستطيع أن يُغير هذه النواميس لكي يُظهر قدرته، القدرة التي جعلت بطرس يمشي على الماء كما جعلت الحديد يطفو فوق الماء.

إن الطريقة التي بها صار الحديد يطفو فوق الماء أظهرت قدرة الله بلا شك، لأنه لا علاقة مُطلقاً بين السبب والنتيجة، بين إلقاء عود من الخشب وبين حديد يطفو. ألا نرى في هذا العمل حقيقة روحية عميقة؟ نعم نحن نرى أن عوداً من الخشب، أُلقى في الماء فقهر قوة النهر، والأردن رمز إلى الموت. إذاً نرى من خلال الحادثة: أولاً؛ الصليب وقد قهر الموت، وأيضاً نرى بيت الله يُبنى بهذا الذي خرج من الموت، الذي له كل المجد.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net