الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 يونيو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل الموت هو رجاء المسيحي؟
لأن لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح ( في 1: 21 )
ينظر الناس إلى الموت نظرات متعددة، ويختلفون في فهمه وتقييمه، حتى الفلاسفة والعلماء وقفوا إزاءه واجمين، يلفهم الجهل في مدى بُعد هذا الموضوع الخطير، الذي يُنهى حياة البشر، وعندما أرادوا خوض غماره ومعترك ميدانه، راحوا يخبطون خبط عشواء، دون أن يفهموا جوهره، إذ لم يلتفتوا إلى منبع المعرفة ومصدر الحق، إلى الكتاب المقدس.

إذاً، ما هو الموت؟ ما حقيقته؟ رحلة أبدية في المجهول؟ مصدر رعب مليء بالهواجس والتصورات الـمُخيفة؟ الحقيقة الحتمية القاسية، التي يرفضها جميع البشر، لكنهم ينساقون إليها مُرغمين؟

هكذا هو الموت في نظر غير المؤمنين: نهاية تقضى على التطلعات وتقتل الأهداف، وطريق ترصفها المخاوف، ويُعبِّدها اليأس.

لكن كيف ينظر المؤمنون الحقيقيون إلى الموت؟ إذا كان الموت عند الناس أفدح خسارة، فهو عند المؤمنين أعظم ربح، يعتبره الرسول بولس ربحاً، وتحقيق أشواق، وفرح الروح في لقاء المسيح ( في 1: 21 ). والموت باب ولا أروع ولا أوسع، يُفتح على مصراعيه عندما يرقد المؤمن لكي تدخل روحه الفردوس، خادم أمين يقف مستعداً لفتح باب الأبدية السعيدة لكل مؤمن يترك الأرض، منتقلاً إلى السماء. لكن رجاء المسيحي يتجاوز الموت. فالأبدية المجيدة والتمتع بالمسيح، هو حيث يتركز الرجاء الحقيقي. والوعد العظيم الذي يعزى المؤمنين فيسترخصون الحياة الدنيا، تائقين إلى المجد، مبصرين السعادة الأبدية، لأن الرب بفمه الكريم قال لتلاميذه "أتي أيضاً وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" ( يو 14: 3 ). كما قال لأبيه : "أيها الآب، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي".

إن المؤمن المسيحي يبدأ بالتمتع بالمجد هنا ولو قليلاً بسبب وجود الجسد فيه، لكنه عندما يلبس المجد، ستغمره الأبدية بملء التمتع. فالشهيد اسطفانوس عندما كانت تنهال عليه الحجارة، وقبل أن يسلم الروح، شُغف بالأمجاد وأُخذ بمنظر الرب يسوع قائماً عن يمين الله. نظر الأبدية وبدأ يتمتع بها. كان الموت منبراً قفز منه اسطفانوس إلى المجد السماوي. هناك سينسى الأرض والدموع والآلام والأوجاع، ويرى الفادي الحبيب وجهاً لوجه، ويا له منظراً أبدياً عجيباً. عندها يطلق لسانه بالترنيم الذي لن ينقطع أبداً.

حنا الحلو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net