الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 فبراير 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يونان والخدمة المثمرة
فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصومٍ ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم ( يون 3: 5 )
يا لها من مفارقة بين صخب وضجيج خطط الإنسان الفاشلة، وبين انتعاش هادئ بالنعمة يعمله الله في الشعب. ولكن لا يكون الانتعاش إلا بداية بمؤمن يشعر بالحاجة والحالة، ويغير لمجد الرب، وتكون له المشاعر المتطابقة لمشاعر الرب نحو كنيسته. وقد كان يونان مثلاً لما نريد أن نقوله. فقد كان أعظم مَنْ قدَّم رسالة مؤثرة ضد الدنس والشر، وبالرغم من أنه نادى بالتحذير في وسط أهل نينوى الأشرار جداً وكان يحمل لهم رسالة انتقام وقضاء من الله ـ وهي رسالة غير مرغوب فيها وغير مُرَّحب بها ـ ولكن كلماته البسيطة أثمرت نتائج مُدهشة وعجيبة «فآمن أهل نينوى بالله، ونادوا بصوم، ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم. وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلاً لا تَذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك» ( يون 3: 5 -9).

والسؤال الآن: لماذا كان هذا التأثير غير العادي لهذه الرسالة؟ أليس لأن ذاك الرجل يونان الذي نادى وقال بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى، هو نفسه قد نادى برسالته هذه بعد اختبار اجتازه هو، فعرف قضاء وصرامة الرب. ألم يختبر هو انقلاباً بنفسه وتعلم الدرس حين أدرك اختبارياً ماذا يعني أن يُطرح الإنسان من وجه الرب، حين صرخ من جوف الحوت وقال «أحاط بي نهر. جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. فقلت قد طُردت من أمام عينيك» ( يون 2: 3 ،4).

لقد كانت مرارة هذا الاختبار ناراً تتقد داخله بطريقة لم يختبرها من قبل ولا يمكن له أن ينساها، وكان لذلك هذا التأثير المبارك لرسالته عندما نادى لأهل نينوى. وعندما نادى يونان بهذا النذير على نينوى كان للنداء القوة والتأثير والفاعلية والسرعة الآتية من فوق أكثر جداً من تأثير الكلمات.

دعونا أيها الأحباء نعي ونفهم درساً اختبارياً واحداً في مدرسة الرب، بدل أن نفتخر بالكمية الكثيرة من المعرفة بطريقة سطحية.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net