الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 يناير 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ظهور إيليا الفجائي
كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تُمطر، فلم تُمطر ( يع 5: 17 )
في وسط ظلمة الحالة الروحية وانحطاطها التي سادت بكل أسف على مسرح الأحداث في إسرائيل، ظهرت شهادة وحيدة لكنها قوية لله الحي من إيليا النبي الذي يمكن اعتباره أنه أميز نبي أقامه الله، وقد أقامه وقت مُلك أشرّ ملك!

وبلا شك أن التأمل في الحالة الرديئة التي سادت في ذلك الوقت هو أمر مُحزن حيث انطفأ كل نور وأُبكم كل صوت للشهادة الإلهية وساد الموت الروحي على الجميع، وبدا وكأن الشيطان قد ملك المشهد كله.

لكن الوحي المقدس قدَّم لنا إيليا بطريقة غريبة دون ذكر لخلفيته العائلية أو لحياته السابقة. ولا نعلم حتى اسم السبط الذي ينتسب إليه إيليا. كل ما نعرفه عنه أنه كان من مستوطني جلعاد. إنه يذكِّرنا بملكي صادق الذي أُعتم على ذكر بداية ونهاية تاريخه بغموض مقدس حتى ما يرمز إلى كهنوت وملكوت المسيح. هكذا مع إيليا فلقد تعمد الوحي أن يغفل ذكر أية إشارة إلى مولده، وأيضاً كونه قد نُقل بهذه الطريقة المعجزية من هذا العالم دون المرور ببوابات الموت إنما لكي يكون رمزاً إلى النبي الأبدي وإلى دوام خدمة المسيح النبوية.

وبلا شك أن السؤال الذي كان يشغل إيليا في بداية خدمته هو كيف يتصرف؟ ماذا عساه يستطيع أن يفعل وهو ابن الصحراء العامي؟ وكلما تفكّر في الأمر، كلما بدا له عسيراً، وبالتأكيد كان الشيطان يهمس في أذنه: أنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأن الحالة ميئوس منها.

لكن كان بوسعه أن يعمل شيئاً واحداً، وهو أن يسكب نفسه عند هذا النبع الفيّاض الذي يقبل كل النفوس المجرَّبة. لذلك نقرأ عنه أنه «صلى صلاة»، وذلك لأنه كان على يقين من أن الرب هو الإله الحي وله سلطان على الكل. ولأنه كان يعرف ضعفه وعدم كفايته التفت إلى المتسربل بالقدرة والكامل في كفايته الذاتية.

لكن لكي تكون الصلاة فعالة لا بد أن تكون مؤسسة على كلمة الله لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه «والإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ). وهناك نصاً من الوحي يبدو أنه كان يلفت انتباه إيليا «فاحترزوا من أن تنغوي قلوبكم فتزيغوا وتعبدوا آلهة أخرى ... فلا يكون مطر» ( تث 11: 16 ). ومن هنا نتعلم الصلاة الصحيحة، وهي أن الإيمان يمسك بكلمة الله مُطالباً بها قائلاً «افعل كما نطقت» ( 2صم 7: 25 ) فيستجيب الرب.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net