الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 سبتمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثامار
ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( مت 1: 3 )
إن مسألة دخول أربع نساء، وأربع فقط، في سلسلة نسب سيدنا الجليل كما يطالعنا متى الإنجيلي، كانت ولا تزال مثار بحث وتمحيص من جانب قرّاء كلمة الله. على أنه ليس من شك في أن هنالك غاية خاصة من إدخال هؤلاء النسوة الأربع: ثامار، راحاب، راعوث، التي لأوريا.

أما تاريخ ثامار، فنحن نجده في الأصحاح الثامن والثلاثين من سفر التكوين. وهو أحد الفصول المرعبة التي تفضح آداب البشرية الفاسدة. ودعونا نتوجه بالحمد لله إذ أعطانا صفحة عليها جزءاً من تاريخ البشرية - جزءاً مُعتماً ننفر منه، نستحي من ذكراه. واسمح لي يا أخي العزيز أن أسألك: أليست في حياتك أنت صفحات لو دونتها يد الله الأمينة لاعتراك الخجل والحياء بسبب الكثير منها؟ وعلى قدر ما أرى في تاريخ ثامار، لا ألاحظ أن الصفة الفدائية تميزه. ولكننا لو أخذنا ما سجله الوحي عن رفيقاتها الثلاث المذكورات في هذا النسب، لوجدنا في كل واحدة منهن شيئاً ينير الظلمة ويبدد غياهبها. وهكذا أرى شبيهاً لذلك في تاريخ ثامار. كانت متزوجة من رجل، مات بحكم قضائي إلهي بسبب شره، وتزوجت من آخر كان نصيبه نصيب الأول، وإذ ترملت تجاسرت بشخصها وبجريمة تماثل جرائم زوجيها، وأثارت ضدها القضاء الإلهي. ولكن العجيب في هذا كله هو أن نفس الخطية التي اقترفتها هى نفسها التي أدمجتها في جدول نسب الرب، لأنها هى الخطية التي صيرتها أماً لفارص أحد أقطاب سلسلة نسب المسيح!!

أليس في هذا صوت؟ وإذا كان، فهل هو صوت إله القضاء، أو صوت إله النعمة، إله وأبي ربنا يسوع؟ صحيح إنني إذا ألقيت نظري على ما دونه العهد القديم فقط، لما قدمت لي هذه القصة سوى صورة زمن المحاسبة والظهور. ولكن أن أعود أدراجي إلى العهد الجديد وأرى ثامار في الطليعة من شخصيات نسب الرب - ثامار التي تدمجها في المشهد مناسبة خطيتها المعروفة - حينئذ أجد ما يثبّت فكري على مشهد دينونة فعلية، لكنها من نوع خطير، حيث يقف فيها قدوس الله لأجل المنجسين، وحيث يحمل صليب بارباس - الذي هو مكان زعيم الخطاة وأولهم - ذاك الذي هو وحده حمل أثقالنا، "وبحبره شُفينا".

يا للعجب! هل خطية ثامار هى المناسبة التي تربطنا برب المجد؟ أي نعم، وأليست خطايانا أيها القارئ هى التي منحتنا مثل هذه المناسبة؟ ألم يَمُت السيد لأجل الفجار والضعفاء ( رو 5: 6 ).

ف.و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net