الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 يونيو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أهمية كلمة الله
طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب ( مز 119: 1 )
إن كلمة الله هى طريقة الله للتحدث إلى النفس، هى التي تصقل الشخصية الروحية، وهى التي تضمن الكمال في الطريق، وهي التي تضبط الأفكار والحركات وتعطي سلوكاً كاملاً.

النجاح الروحي متوقف على نجاح المؤمن في الاستفادة من الكلمة، ومدى انتصاره على إخضاع كل شيء تحت سلطانها. إن تجاوب المؤمن وإخضاع إرادته لسلطان الكلمة هو النجاح الحقيقي، وهو الموقف الممدوح من الرب "طوبى للكاملين طريقاً، السالكين في شريعة الرب". هنا يقف المؤمن متيقناً أن الكلمة هى الشيء الأعلى في التحكم في تفكيره وسلوكه. وفي ذات الوقت يسمح للكلمة أن تمتحن أفكاره وتصححها إذا كانت غير متوافقة مع الفكر الإلهي. فدور الكلمة ليس أن تأتي فقط بالفكر الإلهي والمشورة الصائبة، بل الكلمة تصحح النفس وتطالب بترك الفكر الخاطئ والسلوك غير المتوافق ووضعه جانباً. وهذا هو التلامس الحقيقي مع كلمة الله والتعايش والتفاعل معها حين تصل إلينا.

كما أن الكلمة تبدد الظلمة وتكشف الحقيقة، تزيل الوهم وتطرد الغباء خارجاً، الكلمة تقوّم كل انحناء، إنها معلمة ومُرشدة. الكلمة تسبب الفرح الحقيقي. وممكن في بعض الحالات أن تسبب الحزن المقدس الذي ينشئ توبة لمجد الله. فإن كانت كلمة الله علاجاً ودواءً، ففي كثير من المرات يكون هذا الدواء مُراً لكنه شافياً.

الكلمة تحدد المواقف، هى الفصل النهائي لكل خلاف. عندها تُطرح كل أفكار البشر ليبقى للكلمة الصوت الأعلى لحسم كل شيء وكل موقف، فأمامها يُكشف العناد والمعاند، وأمامها تفشل كل مراوغة وخداع إذ هى تُعلن الحقيقة، ومن يتخطاها أو يتحداها، فهو يتحدى نفسه وسيجنى المرار والعناء. ليكن للكلمة الإلهية السيادة المطلقة دون جدال، ولتستقم طُرقنا مُظهرين في النواحي العملية جمال الكلمة. وليتنا نتعلم من خلال الكلمة أن نكون أصحاب الذوق الصالح، الذوق المسيحي، ومع المرنم نقول "ذوقاً صالحاً ومعرفة علمني، لأني بوصاياك آمنت" ( مز 119: 66 ).

ميشيل نويصري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net