الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 مايو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فيلولوغس ... المُحب للكلمة
سلموا على فيلولوغس .... ( رو 16: 15 )
"فيلولوغس" أحد المؤمنين في كنيسة رومية أرسل له الرسول بولس تحياته. والاسم "فيلولوغس" يعني "مُحب للكلمة". ويا لها من صفة مباركة، يا ليت كل منا يتحلى بها، أن يحب الكلمة: الكلمة المتجسد، والكلمة المكتوبة. فالمسيح بالنسبة لنا هو المخلص الوحيد وليس سواه ( أع 4: 12 )، والكتاب المقدس هو المرجع النهائي والفريد للتعليم وليس غيره ( أع 20: 32 ).

وإنجيل يوحنا يُفتتح باسم المسيح باعتباره "الكلمة". و"الكلمة" باليونانية "لوجوس" تعني المعبِّر عن الله. صحيح أن "الله لم يَره أحد قط" لكن "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر"، "والكلمة صار جسداً، وحل بيننا ..."،، وذاك الذي صار إنساناً تمم عمل الفداء وتجرع كأس الموت في أشنع الآلام وأرهبها! وذلك كله لأجلنا حينما كنا هالكين ولا نملك سوى خطايانا، لقد أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا، ومحبته لنا كانت محبة اختيارية باذلة، أفلا نحبه؟ نعم، بالتأكيد "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" ( 1يو 4: 19 ).

والكيفية التي بها نُظهر محبتنا للرب - الكلمة المتجسد - هى أن نحفظ كلمته. نعم، إن الدرجة الممتازة للمحبة هى لا أن نحفظ وصاياه فقط ( يو 14: 15 ،21)، بل أن نحفظ كلمته ( يو 14: 23 ،24)، كلمته المعبِّرة عن فكره ومشيئته. العبد يتلقى الأوامر والوصايا ويقوم بتنفيذها، أما الصديق فإنه يعرف أفكار صديقه ورغباته ويُسرّ بأن يُسرع في تنفيذها دون أمر. وهذا هو الأسلوب الأرقى في التعامل مع سيدنا الذي قال "لا أعود أسميكم عبيداً .... قد سميتكم أحباء (أصدقاء)" ( يو 15: 15 ). وحفظ "كلمته" يقتضي البحث بعمق في الكلمة المكتوبة للكشف عن كنوزها، وأن نخبئها في القلب ونملأ بها ذهننا النقي، مثل هذا العمل والاجتهاد فيه برهان محبتنا للمسيح.

والمحك الثاني لمحبتنا للكلمة المتجسد - الرب يسوع المسيح - هو أن نحب قطيعه. فالرب ليس بعد معنا لنُظهر محبتنا له بطريقة عملية، لكن معنا أحباءه أعضاء جسده، لهذا فهو يقول "أتحبني؟ ... ارع خرافي ... ارع غنمي" - أي اظهر محبتك نحوي في محبة تاعبة لأحبائي (يو21). "أتحبني؟" إذاً عش للآخرين، واهتم بالآخرين، واخدم الآخرين.

يا ليت كل منا يستطيع أن يقول واثقاً "يا رب أنت تعلم إني أحبك".

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net