الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 مارس 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رحلات إلى أورشليم
إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم ... ( مت 2: 1 )
وإذا رجل حبشي .... كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد ( أع 8: 27 )
رحلة المجوس من الشرق (مت2)، ورحلة ملكة سبا (2أي9). كلاهما كان يلمع أمامنا بضياء خاص. لقد بدأ المجوس رحلتهم بسبب نجم ظهر حاملاً في ظهوره نبأ مولد ملك. وملكة الجنوب بدأت رحلتها بسبب أخبار سمعتها عن سليمان. ولقد ذهب المجوس ليسجدوا وأخذوا معهم تقدمات ذهباً ولباناً ومُراً، والملكة ذهبت لتطرق باب الحكمة وتتعلم دروساً من الله، وأخذت معها أطياباً وذهباً بكثرة وحجارة كريمة.

وإن كنا نرى في رحلة المجوس حياة الإيمان، نستطيع أن نرى أيضاً أن أورشليم لم تُشبع رغبتهم لأن الملك لم يكن فيها، وكان عليهم أن يستأنفوا رحلتهم إلى بيت لحم لكي يصلوا إلى غرض إيمانهم. أما ملكة الجنوب فقد حققت أورشليم كل آمالها، بل أكثر بكثير مما توقعت لأنها وجدت الملك سليمان فيها. وما سليمان إلا ظل باهت لرب المجد، للرب يسوع المسيح.

وفي أعمال8 نرى رحلة أخرى إلى أورشليم، وهى رحلة الخصي الحبشي. لقد بدأ رحلته بضمير غير مستريح قاصداً أورشليم ليسجد. وترك المدينة حيث يوجد الهيكل والكهنة والطقوس والذبائح، تركها كما دخلها غير مستريح الضمير، ونراه وهو في طريقه مبتعداً عن أورشليم كله رغبة في أن يعرف الحق. السجود هناك لم يسكِّن ضميره. لقد خيّبت أورشليم أمله كما خيّبت آمال المجوس من قبل. خرج من أورشليم كما لو كان في بداية الرحلة التي قامت بها الملكة إذ كان يشعر بعدم الراحة وعدم الشبع. ولكن كلمة الله كانت تدعو نفسه، والنبي إشعياء بكلامه أخذه بعيداً عن نفسه ووجه نظره إلى ذلك الشخص العجيب الذي كان يتكلم عنه "مثل شاة تُساق إلى الذبح، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه، هكذا لم يفتح فاه". ولقد أخبره فيلبس عن السر الذي كان يبحث عنه فشبعت نفسه وامتلأ قلبه كما امتلأ قلب الملكة من قبل، وتابع رحلته فرحاً.

لقد كان الضمير هو الذي جعل الخصي يبدأ رحلته، كما أن الرغبة هى التي حرّكت الملكة. هو لمس النعمة في كلمات النبي إشعياء، وهي عاينت مجد سليمان. وسواء أكانت مُناداة الرب لنا بالنعمة أو بالمجد، سواء حرّك ضمائرنا أو قلوبنا، فكله يرجع إلى سمو الامتيازات الإلهية التي تقنعنا كما حدث مع هذين الشخصين.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net