الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 ديسمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصخرة المضروبة
لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح ( 1كو 10: 4 )
كما أن المن يرمز إلى المسيح، كذلك الصخرة أيضاً. فالصخرة قد ضُربت قبل أن تفيض المياه. قيل لموسى أن يأخذ العصا - العصا التي ضربت بها النهر - وهناك حيث يقف الله أمامه على الصخرة في حوريب يضرب الصخرة "فيخرج منها ماء ليشرب الشعب". إن العصا تُشير إلى قوة الله، ففي ضرب الصخرة إذاً نرى رمزاً إلى ضرب المسيح بقوة على الصليب. الصخرة المضروبة هي المسيح المصلوب. لاحظ أن خطية الشعب هي التي أدّت إلى ضرب الصخرة، وهذا إيضاح للحق القائل "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا" ( إش 53: 5 ).

ما أجمل هذا المنظر الذي يلزم كل الخطاة والمؤمنين التأمل فيه. فالخطاة يرون المسيح على الصليب حاملاً دينونة الخطية. وبتأملهم في هذا المنظر يعلمون مقدار شناعة الخطية في نظر الله. وإذ يعلمون هذا يتأكدون أن الله سيقضي عليهم قضاءً مُريعاً إن هم استمروا في عدم توبتهم وعدم إيمانهم. لأن الله الذي لم يُشفق على ابنه الوحيد عندما كان نائباً عن الخطاة، ابنه الوحيد الذي هو مسرة قلبه، ابنه القدوس الطاهر المنزه عن الخطية والذي لم يفعل شيئاً في غير محله، كيف أن الله الذي لم يُشفق على ابنه الذي هذه صفاته يرحمهم ويغض الطرف عن شرورهم؟

كذلك المؤمنون ينظرون إلى منظر المسيح المصلوب فتمس وتخشع وتذوب قلوبهم عندما يستطيعون بالنعمة أن يقولوا "الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة" ( 1بط 2: 24 ). إنهم طوال الأبدية لا ينسون أن خطاياهم هى التي تطلبت هذا الموت، بينما لا ينسون أيضاً أن الله قد تمجد بهذا الموت في كل مظهر من مظاهر صفاته. إنه من الحقائق الهامة والجميلة أن الصخرة كان يجب أن تُضرب قبل أن يُتاح للشعب أن يرتوي. وهكذا الأمر مع المسيح لم يكن لتنحدر بركات الله قبل ضرب المسيح على الصليب. إنه بسبب الخطية كانت مراحم الله ونعمته ومحبته محجوزة فيه. ولكن بمجرد أن تمت الكفارة التي بها اكتفت المطاليب الإلهية إلى الأبد، نرى أبواب قلب الله قد انفتحت ففاضت منه ينابيع النعمة والحياة إلى العالم.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net