الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 ديسمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ناسوت ابن الله
لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحة وقرباناً لم تُرِد ولكن هيأت لي جسداً ( عب 10: 5 )
الناسوت الذي أخذه الابن الأزلي قد تكوَّن "بقوة الله". ألم يَقُل المسيح بروح النبوة "هيأت لي جسداً" ( مز 40: 6 ). وذلك الناسوت كان جسداً فعلياً حقيقياً من لحم ودم. وبولادته تحقق ذلك الوعد القديم "نسل المرأة يسحق رأس الحية" فكان لا بد أن يكون هذا النسل إنساناً تاماً له طبيعة الناس ما خلا الخطية، قدوساً بلا فساد وغير قابل للدنس ولا يستطيع أن يخطئ ولا يتأثر بالشر، لذلك أحاط حقيقة مولده بسياج منيع ضد الأفكار الكفرية والبدع والضلالات لما قال للعذراء "القدوس- المولود منك" ( لو 1: 35 ). ثم إن الزيت أيضاً كان يُسكب على الدقيق الملتوت بالزيت وفي هذا إشارة إلى مسح الرب يسوع بالروح القدس. إن ناسوت المسيح قد تكوَّن تكويناً سرياً بالروح القدس في أحشاء العذراء المطوّبة مريم، وأيضاً مُسح بعد ولادته بمسحة الخدمة - بقوة الروح القدس - مسحة جهارية "نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلاً أنت ابني الحبيب بك سُررت" ( لو 3: 22 ). وفي هذه المسحة نرى قوة الله العاملة في الخدمة. وإن كان المسيح وهو المولود بقوة الروح القدس - القدوس الذي بلا عيب - كان لا بد له أن يعمل وأن يخدم بالروح القدس وبقوة الله، فكم بالحري نحن ينبغي أن تكون أعمالنا كلها وخدماتنا كلها بالله معمولة.

ثم أخيراً كان يوضع على قربان الدقيق الملتوت بالزيت والمسكوب عليه الزيت، لبان. وإن كان الزيت يشير إلى قوة الخدمة، فإن اللبان يشير إلى هدف الخدمة وغرضها. والمسيح الذي كان يعمل كل شيء بقوة الروح القدس إنما كان يهدف من وراء كل خدمة أن يفعل الكل لمجد الله. وإذا كنا نقرأ أن نار المذبح كانت تُصعد اللبان وقود رائحة سرور للرب، هكذا أيضاً كلما اشتدت التجربة على ذلك الشخص المبارك، كانت تفوح رائحة فضائله بخوراً عطراً نفيساً يشتّمه الله رائحة سرور.

كل السرورُ والرضى به أمام الآب
وقلبه بكل ما أكمله قد طاب

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net