الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 ديسمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجد الرب
الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه ... ( يو 13: 31 )
في الصليب تمجَّد ابن الإنسان، الرب يسوع المسيح. هناك ينابيع طبيعته الأدبية قد تكشفت فلم يبدُ فيها إلا الكمال المتناهي. فما من نبضة من نبضات قلبه إلا نبضت بالوفاء لمن أرسله. لقد تجرد من اعتبارات الذات، فلا تقدير عنده للأمور من حيث مساسها به، بل كان يرى كل الأمور من حيث علاقتها بالله. لقد أكمل العمل الذي أُعطي له بدون دمدمة "ولكن ليفهم العالم أني أحب الآب وكما أوصاني الآب هكذا أفعل" ( يو 14: 31 ). إن ربنا المبارك كان يعلم كل شيء سلفاً. أدرك كامل الإدراك ثقل دينونة الله الرهيبة التي كان عليه أن يتحملها. كان موقناً تماماً أنه بأخذه صورة عبد، لا بد أن يطيع ويتمم كل إرادة الله ولذلك "أخلى نفسه آخذاً صورة عبد .... وأطاع حتى الموت موت الصليب" ( في 2: 6 -8). فما أبهى مجد الرب الأدبي وهو يضيء لامعاً وسط ظلام الجلجثة!

"وتمجد الله فيه" لقد ثبت بر الله، وظهرت قداسته، واحترم سلطانه، وتزكى حقه، وأعلن حبه. إن تلك المعركة الرهيبة بين قوات الخير والشر قد تمت في صليب ذلك المخلص الوديع المتواضع الذي بذل نفسه حتى يسويّ كل شيء بما يتفق مع مجد الله.

لقد صرع الله الأعداء، وأجرى عدلاً، وأباد قوة الشيطان، وكسر شوكة المو ت ( 1كو 15: 54 ). أُبطلت الخطية وأبعدت عنا خطايانا. وإنساننا العتيق صُلب معه ( رو 6: 6 ). أما تطهير السماوات والأرض من وجود الشر فيها، فأمر سيتكفل به ملائكة الله لأنه من اختصاصهم ( رؤ 12: 7 -9؛ مت13: 49،50).

لقد كان الصليب هو البوتقة التي اختُبرت فيها ومُحصت إلى أقصى حد كمالات الإنسان الثاني، آدم الأخير، حيث قد ثبت دون جدال كماله المُطلق. ومن ذلك الصليب صعدت رائحة ذكية إلى عرش الله، حلّت مكان تلك الروائح الممقوتة المتصاعدة من العالم الفاسد. وفي ذات المكان الذي احتُقر فيه وأُهين، قد تمجد الله، وكان الربح الذي ناله بصليب ابنه، أسمى بما لا يُقاس من الخسارة التي أتت بسبب معصية آدم. وما رّده المسيح كان أسمى بما لا يُقاس مما خطفه الإنسان ( مز 69: 4 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net