الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 نوفمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لأنه هكذا مكتوب !
فجمع (هيرودس) كل رؤساء الكهنة .. وسألهم أين يولد المسيح. فقالوا له في بيت لحم .. لأنه هكذا مكتوب ( مت 2: 4 ،5)
لقد كان لرؤساء الكهنة والكتبة في متى2 معرفة عقلية بحرفية المكتوب، ولكن لم يكن لديهم قلب للمسيح. لقد كان من السهل عليهم أن يأخذوا السفر النبوي ويجدوا الموضع الذي كان مكتوباً فيه "وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا. لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل" (ع6). كل هذا حسن، ولكن مع هذا، لم يكن لهم قلب لهذا "المدبر"، لم تكن لهم عيون لتراه، إذ أنهم لم يكونوا يريدونه. لقد كان يُعتبر أمراً مُخجلاً بالنسبة لهم لو أنهم لم يستطيعوا أن يُجيبوا على سؤال هيرودس (متى2: 4)، كان يُعتبر أمراً مُشيناً لأشخاص في مثل وظائفهم أن يُعرِضوا جهلهم، ولكن لم يكن لهم قلب للمسيح، ولذلك فقد وضعوا معرفتهم الكتابية عند قدمي ملك غير مؤمن كان مزمعاً أن يستخدم هذه المعرفة، إذا استطاع، في قتل الوارث الحقيقي للعرش. ويكفينا هذا عن المعرفة العقلية بدون المحبة في القلب.

ونحن لا نقصد بهذا أن نقلل من قيمة المعرفة الكتابية، حاشا وكلا. فالمعرفة الحقيقية بالكتاب لا بد أن تقود القلب إلى الرب يسوع. على أن هناك معرفة حرفية بالمكتوب حتى أن الفرد يستطيع أن يتلو أصحاحاً بعد أصحاح، وأية بعد أخرى، بينما يكون القلب متحجراً وبارداً من نحو المسيح. إن مثل هذه المعرفة تدفع بالشخص أكثر إلى يد الشيطان، كما رأينا في حالة رؤساء الكهنة والكتبة. إن هيرودس لم يَستعن بأُناس جهلاء ليستَقي منهم معلومات، فالشيطان لا يستخدم الجهلاء أو الأغبياء ليعملوا ضد حق الله. كلا، بل هو يبحث عن آلات مناسبة لتؤدي عمله. فالمتعلمون والعقليون وذوو التفكير العميق - على شرط ألا يكون لهم قلب للمسيح - هم الذين يؤدون غرضه في كل العصور.

إننا لا نمدح الجهل بالمكتوب. كلا، فأولئك الذين لا يعرفون المكتوب، من المؤكد أنهم يضلون كثيراً. لقد قال الرسول وهو يمدح تيموثاوس: "وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص" ولكنه يضيف بعد ذلك "بالإيمان الذي في المسيح يسوع" ( 2تي 3: 15 ). إن المعرفة الحقيقية بالكتاب المقدس تقودنا دائماً إلى قدمي المسيح، ولكن مجرد المعرفة العقلية بالكتاب، بدون محبة القلب للمسيح، تجعلنا آلات لها تأثيرها في يد الشيطان.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net