الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 نوفمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لي الحياة هي المسيح
لأن لي الحياة هي المسيح ( في 1: 21 )
هذه الكلمات تكشف لنا الستار عن النبع الذي فاض في ذهن بولس ومنه جرى كل شيء. قد اشتهى الرسول أن يظهر المسيح لا شخصه كما قال "يتعظم المسيح في جسدي" ( في 1: 20 ). أي لكي يظهر المسيح أكثر. فالمياه الحية جرت فيه ومنه، وحياته تدفقت من المياه الحية الجارية جديداً من المسيح صخر الدهور. ألم يتعظم المسيح في بولس؟! قَبِل بولس كل التجارب من يد المسيح، واشتاق لا أن يؤمن فقط بل أن يتألم من أجل اسمه، فهو لم يَفُز بتعليم جديد ولكنه حظى بنور جديد ومجد، ولذا فاض منه التعليم بتأثير مضاعف. قد تعلم بولس حق المسيح المُقام عندما قابل الرب مواجهة حينما ناداه "شاول شاول" ( أع 9: 4 ). ولم يعرف بولس مجرد تعليم ولكنه عرف شخصاً حياً في المجد كان مشغولاً ببولس وهو في سماه. لا بد من معرفة المسيح أولاً، ثم بعد ذلك يمكننا أن نقول "لي الحياة هي المسيح".

فإذا ما عرفنا المسيح كالذبيحة المقبولة وأنه بعمله قد أكملنا إلى الأبد، لا نعود في ما بعد ننشغل بمسألة الخطية ولكن بمجده، وليس هذا مجرد تعليم بل حقيقة راهنة - أي أنه هو نفسه حياة المؤمن.

وماذا كانت هذه الحياة؟ ماذا كانت أفكاره؟ لي أن أقول بملء الوقار؛ إنه كإنسان كان له فكر واحد وهو "ها أنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله". وظل في كل حين يُظهر الآب هنا في أرضنا. وبما أنه ليس هنا بعد، فكر أن يأخذ بولس ويجعله مظهراً لشخصه وجعله يقول عملياً "لي الحياة هي المسيح".

وكما أظهر المسيح الآب، كان سبيل بولس أن يظهر المسيح وحده دون سواه. فالمسيح الإنسان في المجد يُعلن نفسه للمؤمنين مُعطياً لهم أن يعرفوا أن الآب والابن والروح القدس لهم، والآن ينتظر منا أن نجعل النور مُضيئاً .

ج.ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net