الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 نوفمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رفقة وجمالها الأدبي
امرأة فاضلة مَنْ يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ ( أم 31: 10 )
كانت رفقة هي الزوجة المعيّنة من الرب لإسحاق. ولقد تزوجها اسحاق وأحبها. وكما نفهم من الكتاب المقدس ظلت رفقة رفيقة عمره وحبه الوحيد حتى النهاية. وقد حبا الله رفقة جمالاً خاصاً. والجمال هبة إلهية ينبغي للفتاة أن تشكر الله عليه ولا تتعالى. لكن الجمال وحده لا قيمة له إن لم يرافقه التعقل والتقوى. والحكيم يقرر أنها كارثة كُبرى أن تكون المرأة جميلة وعديمة العقل ( أم 11: 22 )، كما عمل مقارنة في آخر سفر الأمثال بين التقوى والجمال، فرجحت بشدة كفة التقوى، إذ قال "الحسن غش، والجمال باطل، أما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح" ( أم 31: 30 ).

صحيح كانت رفقة جميلة، وهذا أول ما لفت نظر العبد. ذلك لأن الجمال يُرى من الخارج، لكن كان فيها صفات عظيمة أخرى لا تُرى لأول وهلة: فلقد كانت مؤدبة وعفيفة، كانت بسيطة ومُخلصة، كانت نشيطة ومجتهدة، كانت كريمة ومضيافة، كانت ودودة ورحيمة. بالإجمال كان فيها تلك الصفات الرائعة التي ذكرها الحكيم في ما بعد عن المرأة الفاضلة، والتي ثمنها يفوق اللآلئ (أمثال31)، وكان فيها كل ما يتمنى الرجل في زوجته.

تأمل فيها تلك التي طلب منها العبد قليل ماء، فسقته، ثم استقت لكل جماله العشرة! وبعد ذلك سألها: هل في بيت أبيها مكان ليبيتوا، فقالت عندنا تبن وعلف كثير للجمال، ومكان لتبيتوا أيضاً!

لكن القصة بعد ذلك أوضحت المزيد من الفضائل في رفقة. فلقد كانت قوية الشخصية، طموحة بطبعها. لا شك أنها كانت قد سمعت قبلاً عن إبراهيم ودعوته، وأخذها خيالها إلى ذلك العالم الجديد، فلم تتردد، بل بكل شجاعة وبساطة قالت "أذهب". ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق أن تذهب هكذا إلى المجهول دون خوف أو تردد، لكنها تركت أباها وأمها وأرض مولدها ذاهبة في نفس خطوات إيمان أبيها إبراهيم، واثقة في إلهه. تقول مع تلك التي قالت في ما بعد "شعبك شعبي، وإلهك إلهي" ( را 1: 16 ).

لكن رفقة بهذا التصرف دلت لا على قوة شخصيتها فحسب، بل على إيمانها البسيط أيضاً. فقد صدقت الأخبار كما سمعتها. وما هو الإيمان سوى تصديق الخبر ( رو 10: 17 )؟ ولقد ظهر إيمانها مرة أخرى عندما تزاحم ولداها في بطنها فمضت لتسأل الرب، والرب أجابها. ويا سعد مَنْ عرف كيف يتجه فوراً إلى الله عند كل أزمة يتعرض لها ( أم 18: 10 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net