الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 5 أكتوبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رغبة الرسول بولس
لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته ( في 3: 10 )
إن التعرف بالرب هنا يعني اكتساب معرفة اختبارية له يوماً فيوماً بشكل حميم، الأمر الذي يجعل الرسول يصير أكثر فأكثر على شبه المسيح. إنه يرغب في أن تبرز حياة المسيح وتظهر فيه شخصياً.

وقوة قيامته. إن القوة التي أقامت الرب من الأموات، يصورها الكتاب المقدس كأعظم تعبير عن القدرة والجبروت شهده الكون أجمع ( أف 1: 19 ،20). يبدو أن كل قوات الشر قررت إبقاء جسد الرب في القبر. لكن قوة الله الجبارة هزمت هذا الجيش الجهنمي، بإقامة الرب يسوع من الأموات في اليوم الثالث. وهذه القوة عينها، وُضعت تحت تصرف المؤمنين جميعهم ( أف 1: 19 ) للحصول عليها بالإيمان. وبولس يعبر هنا عن شوقه وطموحه إلى اختبار هذه القوة في حياته وشهادته.

وشركة آلامه. إن التألم لأجل المسيح يحتاج إلى قوة إلهية. لذا جُعلت قوة قيامته قبل شركة آلامه.

في حياة الرب، كان ينبغي أن التألم يسبق المجد. لذا، وجب أن يصح هذا في حياة بولس أيضاً. فهو يحتاج أن يشارك في آلام المسيح. لقد أدرك أنه لن يكون لآلامه أية قيمة كفارية كما هى الحال بالنسبة إلى آلام المسيح، لكنه علم أيضاً أنه لن يكون منسجمأً مع نفسه إن كان سيعيش في البذخ والرفاهية في العالم حيث رُفض ربه، وجُلد، وصُلب. فبولس لم يكن ليكتفي بالمشاركة في نُصرة جبل الزيتون، بل كان يريد أن يختبر شيئاً من وخز بستان جثسيماني وقشعريرته ووحشته.

متشبهاً بموته. هذه العبارة لا تعني فقط أن بولس كان يطالب أن يعيش الحياة المصلوبة، فيموت عملياً عن الخطية، والذات، والعالم. فبولس كان واحداً من الأتباع المكرسين بشغف للرب الذي مات على صليب الجلجثة، وليس هذا فحسب، بل كان حاضراً أيضاً خلال موت أول شهيد في الكنيسة المسيحية. لقد شارك في الواقع، في ارتكاب هذه الجريمة. وفي اعتقادنا أن بولس كان حريصاً على سكب حياته في الطريقة عينها. ولعله كان سيشعر بشيء من الإحراج في السماء لدى مقابلته استفانوس، إذا وصل بأية طريقة أخرى غير الاستشهاد.

وليم مكدونلد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net