"باحثين .. الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها"
(1بط 1: 11 )
لقد تنبأ أنبياء العهد القديم عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها
(1بط 1: 11 )
وهذا المزمور يحتوى فعلاً على هاتين الفكرتين؛ الآلام والأمجاد.
من ع1-21 موضوعه صرخة المتألم، ويبدأ بقوله الكريم "إلهي إلهي لماذا تركتني".
ومن ع22-31 موضوعه تسبيح المنتصر؛ ويبدأ أيضاً بقوله "أخبر باسمك أخوتي. في وسط الجماعة أسبحك"
(قارن عب2: 12)
.
عندما صرخ الرب كان بمفرده، فلم يكن ممكناً أن يكون أحد معه، لكن عندما سبّح، لم يسبح وحده، بل نراه يسبح وسط مفدييه.
ففي النصف الأول نجده وحيداً تماماً، لم يكن معه أحد من أحبائه. وعندما أتوا ليقبضوا على المسيح "تركه الجميع وهربوا"
(مر 14: 50 )
.
أما في النصف الثاني، فنجد أكثر من دائرة مرتبطة به:
في القسم الأول نراه مُحاطاً بأعدائه، بينما في القسم الثاني نراه في وسط أحبائه.
القسم الأول خلاصته التنهد (ع2)، أما القسم الثاني ترنم (ع22، 25).
نرى في القسم الأول ظلمة الجلجثة، والقسم الثاني فجر القيامة.
نرى في القسم الأول أحزان المسيح، وفى القسم الثاني أفراح المسيح.
في القسم الأول "كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين". هم يتكلمون، وهو يجتز أحزانه في صمت! لكن سوف يأتي اليوم القريب الذي فيه يتكلم هو وأمامه يستد كل فم. وهذا هو موضوع القسم الثاني "لأن للرب الـمُلك وهو المتسلط على الأمم".
في القسم الأول نرى الرب وهو ذاهب بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، لكن في القسم الثاني نراه آتياً بالترنم حاملاً حزمه
(مز 126: 6 )
.