الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 أغسطس 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خليل الله
"وظهر له [إبراهيم] الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة"
(تك 18: 1 )
عندما سأل يهوذا ليس الاسخريوطي الرب يسوع "ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تُظهر ذاتك لنا وليس للعالم"، أجاب "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23 ) . ثم "هأنذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (يو 14: 23 ) ، والآن فإن إبراهيم يزودنا بإيضاح جيد للحق المذكور في العبارات السابقة. "وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار" (يو 14: 23 ) . هنا نجد إبراهيم في تمام مظهر صفته كغريب. ممرا والخيمة، يعودان إلى أذهاننا بمناسبة يوم انتصاره على ملك سدوم. وابراهيم لا يزال غريباً وسائحاً "ساكناً في خيام". والإعلان الذي أُعطى له من الله القدير لم يغيّر صبغة صفته من هذه الوجهة، ولكنه بالأحرى أسبغ عليها قوة ونشاطاً جديدين. كان الاعتماد البسيط على مواعيد الله القدير هو الواسطة الفعالة لحفظه في حالته كغريب.

والآن فمما هو مفيد لنا بأسمى كيفية أن نرى التكريم الذي يُعطى لصفة وحالة الغريب. ففي كل دائرة العالم الواسعة، كانت بقعة واحدة فقط استطاع فيها الرب أن يقبل فروض الكرم ويجعل نفسه كما في بيته، وتلك البقعة كانت خيمة "السائح الغريب". فالرب لم يكن ليكرم أندية مصر الفخمة، ولا قصورها الملوكية بحضوره. لا، بل كل عواطفه وأشواقه اتجهت نحو غريب ممرا، ذلك الشخص، الذي وهو في وسط عالم شرير، رغب أن يكون الله نصيبه.

يا لها من فرصة تمتع كانت لابراهيم، بينما كان أولئك الضيوف السماويون جالسين معه. انظر كيف هو يشغل كل قوى بيته لإكرام ضيوفه، هو يسرع من الخيمة إلى الحقل، ومن الحقل إلى الخيمة ثانية، ويبدو أنه نسى نفسه في سعيه لجعل الآخرين مسرورين.

والرب يُظهر تقديراً للإكرام السامي الذي صنعه إبراهيم به، ليس فقط بقبول مظاهر كرمه، بل بتجديد الوعد له بالنسبة إلى الابن، وبالإفضاء له بمشوراته فيما يتعلق بسدوم (تك 18: 17 -19) .

هنا يُرى إبراهيم "كخليل الله". فإن كان "العبد لا يعلم ما يعمل سيده" (يو 15: 15 ) لكن إبراهيم جُعل مُلماً بما كان الرب مزمعاً أن يفعله بسدوم، بينما لوط، الشخص الذي كانت تعنيه جداً الحادثة الخطيرة، تُرك في جهل عميق بالنسبة لها.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net