الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحزن المقدس والتعزية
"طوبى للحزانى لأنهم يتعزون"
(مت 5: 4 )
إن عيني الرب على أولئك الذين تسبب لهم الخطية حزناً. فهو يعرف الذين يتنهدون وسط أورشليم على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها (حز 9: 4 ) والذين يغتمون على انسحاق يوسف (حز 9: 4 ) . أولئك النائحون نوحاً مقدساً سيعزيهم الرب، فهو يسمع أناتهم وزفراتهم، ودموعهم محفوظة في زقة (حز 9: 4 ) . وفى وقته سيعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، ودهن فرح عوضاً عن النوح، ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة (حز 9: 4 ) .

لكن متى يتعزون؟ سريعاً. فالرب لم يَقُل طوبى للحزانى لأنهم سيتعزون، بل لأنهم يتعزون .. إن الرب لا يحتمل ضيقة نفس المؤمن. تشجع أيها الأخ الحزين، فإن عزاء الرب قريب "لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع" (مز 22: 24 ) .

ونلاحظ أن هذا مبدأ عمومي ينطبق على كل شئ. فالذي ينوح لأجل القداسة، سيفرح لأنه حصل عليها. ومَنْ يبكى على النفوس، سيكون أول مَنْ يفرح بخلاصها. وقديماً قال المرنم في المزمور "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع. مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه" (مز 126: 5 ، 6).

"عند المساء يبيت البكاء. وفى الصباح ترنم" (مز 30: 5 ) - البكاء في المساء .. وها نحن نعيش الآن في ليل هذا العالم، العالم المظلم .. وها نحن نعبر الوادي، وادي البكاء، لكن سيمضى المساء بعد قليل، وسنجتاز قريباً الوادي وسينتهي البكاء ويأتي الصباح "وفى الصباح ترنم".

إن التعزية تنتظرنا في ذلك الصباح الصحو الذي بلا غيوم، وذلك النهار الكامل واليوم الأبدي حين يتم قول الرائي "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم. والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت. وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شئ جديداً" (رؤ 21: 4 ، 5).

ليــس كمــــالَ للعـــــزا حتى أرى فادى البشـر
يجيء من أوج السمــا ينقذنــي مـــن الخطــــــر
فهو لنــا نعـــم الرجــــا فنستظـل فــي حمـــــاه
وبعــد سعيـنــــا هنـــــا وجهــاً لوجـــهٍ سنــــراه

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net