الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرسالة الأخيرة للكنيسة
"يقول الشاهد بهذا نعم. أنا آتى سريعاً. آمين تعال أيها الرب يسوع"
(رؤ 22: 20 )
هذه هي الرسالة الأخيرة للكنيسة، إنها الكلمة الأخيرة من السماء إلى أن يجيء الرب. وإن كان العهدان القديم والجديد يُختمان بالإعلان عن مجيء الرب ــ ذلك الـحَدَث العظيم، وهذا ينطبق بالسوية على نزوله إلى الهواء (1تس4) ورجوعه إلى جبل الزيتون (زك14)، إلا أن طابع المجيئين مختلف تماماً. فالنعمة مرتبطة بالمرحلة الأولى، والدينونة بالمرحلة الثانية للمجيء. ولهذا فإن العهد القديم يُختم بالتهديد باللعنة، أما العهد الجديد فيُختم ببركة النعمة.

"نعم" .. إنها لغة التأكيد للحق المقرر "أنا آتى سريعاً". لقد مرَّ على الكنيسة وقت تعب وانتظار ومُعاناة، لكن مجيئه سوف يبدّل ظلام الليل إلى سرور وفرح أبدى. إن ظلال الزمن ها هي تنحسر، وأول خيوط أشعة اليوم الأبدي، الذي لا يعرف الليل أو الدموع تلوح. تشدد أيها السائح الـمُتعب، ففي الصباح ترنم. إننا لا ننتظر تحقيق النبوة، لكن ننتظره هو، فهل مجيئه حقيقة في نفوسنا؟ هل يؤثر على حياتنا ويكيّف سلوكنا ويشد أزرنا؟

يُجيب يوحنا، كالممثل للكنيسة، على إعلان الرب بكلمات تعبِّر بدون شك عن رغبته هو أيضاً. لقد أُعلنت حقيقة مجيء الرب بواسطة الآتي نفسه، فاهتز لها قلب الرسول الشيخ، لكنه تحت قيادة الروح القدس لم يعبِّر فقط عن مشاعره الخاصة، بل عن مشاعر الكنيسة كلها، فقال "آمين تعال أيها الرب يسوع". آه. يبدو أن انتظاره طال، لكن بناءً على الحساب الإلهى مرَّ يومان (2بط 3: 8 ) . إن اضطهاد وأحزان إسرائيل، وخطايا ومآسي الأرض الملعونة، يأس وحيرة الكنيسة المعترفة، تتطلب مخلصاً. فالحاجة ماسة إلى يد حاكمة قوية ولا يمكن أن يسد هذه الحاجة إلا الرب يسوع المسيح. أما نحن فلسنا إلى هذا نتوق، بل إلى شخصه. لقد مات لأجلنا والآن حي لأجلنا والآتي ثانية لأجلنا "آمين تعال أيها الرب يسوع" وهذا هو النداء الحار للكنيسة.

وفى الختام "نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميع القديسين" - الأقوى والأضعف، الآباء والأولاد، هم أغراض نعمته على السوية، إن نعمته تنصب عليهم من خلال الغيوم أو الشمس الساطعة، في الليل أو النهار، نعم في كل الأوقات والظروف لا تفشل بل تسندهم وتقويهم إلى النهاية.

والتر سكوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net