الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخبز الحي
"أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء"
(يو 6: 51 )
تَرِد كلمة "الخبز" حوالي 20 مرة في إنجيل يوحنا 6، لكننا نقرأ مرة واحدة عن "الخبز الحي". وقد وصف الرب نفسه بذلك لأنه يريدنا أن نعرفه في صفته "كالشخص الحي".

فالمسيح هو الخبز الحقيقي، خبز الله، خبز الحياة، ولكن الأكثر من ذلك هو الخبز الحي. وكالخبز فإنه دعامة الحياة التي يمنحها لأولئك الذين يُقيمهم، ولكن كالشخص الحي فإنه أكثر من القوت الخفي لهذه الحياة الجديدة إذ أننا في مناخ هذه الحياة ندركه كربنا وسيدنا وصديقنا.

وبدون معرفة المسيح هكذا، فإن الحياة الروحية فينا تذبل وتيبس. ليس حسناً أن نكون بمفردنا، ولكن هذه الحياة تستطيع أن تتحادث مع "الشخص الحي" وكينبوع مياه داخلنا ينبع إلى مصدرها، فنفوسنا تعطش إلى الاتصال بالله الحي، كما يقول مرنم المزمور "قلبي ولحمى يهتفان بالإله الحي" (مز 84: 2 ) .

نحن لا نستطيع أن نعيش بالخبز فقط لأن الخبز ليس له صوت ليعطينا المشورة الصالحة، أو أذن ليسمع صرخات ضيقنا، أو قلب ليشاركنا في أحزاننا. قال الرب يسوع "أنا هو الخبز الحي".

ولنا فيه الشخص الذي صوته كصوت مياه كثيرة، وعينه ترانا تحت تينتنا وأذنه تسمع تأوهاتنا حتى قبل أن نصلى، وفي قلبه الرقيق يحمل ضعفنا وأحزاننا. إنه خبزنا الحي.

ويوحنا في جزيرة بطمس عرف الرب هكذا. لقد كان الرسول ساقطاً كميت حتى جاء الشخص الحي ووضع يده اليُمنى عليه.

وبولس أيضاً في روما عرف الرب كالشخص الحي، حين تركه الجميع ووقف أمام الامبراطور، ولكن الرب لم يتركه تعيساً حيث وقف معه وأنقذه من فم الأسد (2تى4: 16، 17)، وأيضاً حين تضرع للرب ثلاث مرات في حزنه بسبب الشوكة التي في الجسد. فالشخص الحي الذي ربما لمس بولس حضوره، همس قائلاً "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (2كو12: 8، 9).

لذلك دعنا لا ننسى أن الرب يسوع هو الشخص الحي الذي يحيا إلى أبد الآبدين. إنه شئ عجيب أن يكون لنا حياة في الابن، ولكن الأعجب من ذلك أن تكون لنا رعايته المستمرة وشفاعته لنا.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net