الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محضر الرب
"أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى؟ أين تربض عند الظهيرة؟ ... إن لم تعرفي.. فأخرجي على آثار الغنم"
(نش 1: 7 ،8)
لم يَقـُل العريس لعروسه إنه في هذا المكان أو ذاك، بل قال لها "أخرجي" فنحن لن نعرف أين يرعى حبيبنا وأين يربض قبل طاعتنا له وقبل انفصالنا إليه. وعندما ننفصل ونخرج فإنه سيدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه (مز 25: 9 ) .

قديماً دعا الله أبانا إبراهيم للخروج من أرضه ومن عشيرته، ولم يحدد له المكان، بل قال له "إلى الأرض التي أُريك" (تك 12: 1 ) . فلما أطاع وخرج، حينئذ ظهر له الرب، وبنى إبراهيم مذبحاً للرب الذي ظهر له. وبعد ذلك عندما ارتقى إيمانه وتعلـَّم شيئاً عن السجود المؤسس على الذبيحة، فإن الرب أيضاً لم يذكر له شيئاً عن المكان قبل الخروج طاعة لأمر الرب "خـُذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب إلى أرض الـمُريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك" (تك 12: 1 ) .

وفى العهد الجديد لما سأل الرب اثنان من تلاميذ المعمدان "يا معلم أين تمكث" فإنه لم يذكر لهما اسم الشارع بل قال لهما "تعاليا وانظرا" (يو 1: 38 ،39). وبعد ذلك عندما سأل التلاميذ الرب قائلين له: أين تريد أن نمضى ونعد لنأكل الفصح، فإنه قال للتلميذين "اذهبا إلى المدينة فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه" (يو 1: 38 ،13). فالمسألة تحتاج إلى تدريب روحي "اتبع.. الإيمان .. مع الذين يدعون الرب من قلب نقى" (يو 1: 38 )

يقول العريس هنا "أخرجي على آثار الغنم". فنحن بكل يقين لسنا الرواد الأوائل في هذا الطريق، بل قد سبقنا إليه الكثير من خراف الرب الأعزاء. هذا يذكّرنا بكلمات الرب الغالية في سفر إرميا "قفوا على الطرق وانظروا واسألوا عن السُبل القديمة". وهذه الوقفة وهذا التساؤل يدل على الأشواق الصادقة، الأمر الذي يقدره الرب في القديس. ثم يستطرد الرب قائلاً "أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم" (إر 6: 16 ) . ولا زال الرب ينتظر منا أن نسأل عن السُبل القديمة، ونخرج على آثار الغنم!

والعريس قبل أن يقول للعروس هنا "أخرجي" كان سبق وأدخلها إلى حجاله (ع4). ونفس الشيء نجده في الرسالة إلى العبرانيين، فقبل أن يحرضنا الرسول على الخروج إلى المسيح خارج المحلة، كان قد ذكر لنا امتياز الدخول إلى الأقداس (عب 10: 19 ، 13: 13).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net