الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 ديسمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَثَل الأمناء
"إنسان شريف الجنس ... دعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم تاجروا حتى آتى"
(لو 19: 12 ، 13)
الإنسان الشريف الجنس هو الرب يسوع .. والكورة البعيدة التي ذهب إليها ليأخذ لنفسه ملكاً ويرجع، هي بيت الآب. والعشرة العبيد الذين له والذين أعطاهم فضته ليتاجروا بها حتى يأتي، هم مجموعة من المسيحيين المسئولين عن تنفيذ مشيئته كسيدهم في مدة غيابه عنهم بالجسد. وأهل مدينته الذين كانوا يبغضونه وأرسلوا وراءه سفارة قائلين لا نريد أن هذا يملك علينا، هم اليهود الذين رفضوه كملكهم وصلبوه. ولا يزالون في حالة الرفض له والتحول عنه إلى قيصر.

ومن جهة عبيده دعا عشرة عبيد له، إنه لم يدع بعض العبيد، ولكن دعا كل العبيد. وفى هذا معنى المسئولية لكل المسيحيين على حد سواء. ثم أعطاهم عشرة أمناء، لكل منهم مناً على حد سواء.

والمنا الذي من فضة هو عطية الرب المقدمة لجميع الذين ينتمون إليه، وهى حقيقته كالفادي ــ هي المسيحية ذاتها والتي فيها يُقيم كل مسيحي قد أظهر نفسه في صورة العبد للمسيح علماً بأن الحقيقة لا يؤيدها دائماً المظهر الخارجي - فكم من أُناس في المسيحية "لهم صورة التقوى ولكنهم مُنكرون قوتها" (2تى3: 5) . بينما قوة التقوى هي الإيمان الحقيقي في القلب (1تى3: 16) .

وهناك وصية مقدمة مع العطية وهى "تاجروا حتى آتى" فلا يسع العبد إلا أن يخضع لوصية سيده، فيدخل ميدان التجارة بذات الفضة الـمُسلـَّمة إليه متكلاً على أمانة سيده الذي أمره بالمتاجرة، وليتاجر لحساب سيده وهو متأكد من الربح. ومن هذا يتبين أن المسيحيين فريقان: عبيد أمناء يتاجرون، وعبيد أشرار لا يتاجرون. فانظر أنت؛ لحساب مَنْ تعمل دائماً؟ وفى أية تجارة أنت تتاجر؟ هل لحساب الرب وفى تجارته؟ إن كان هكذا فطوبى لك لأن ربحك مضمون. أما الذين يحيون ويعملون لذواتهم، فإن عملهم ما هو إلا أبراج تُبنى على الرمال سرعان ما تنهار. أما الإيمان بالرب كالفادي، فلا يضيع بل ينتج صلاحاً مقبولاً وأرباحاً مضمونة.

إن الاعتراف بالمسيح سيداً هو مسئولية يتساوى فيها جميع المسيحيين، ولا يكون هذا الاعتراف دالاً على مسيحية حقيقية إلا متى كان اعترافاً عملياً أو منطوياً على تنفيذ مشيئة السيد في عيشة لا غبار عليها - دافعها مخافة الرب، وقوتها الشركة معه، وهدفها مجده.

أنور جورجى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net