الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 نوفمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نصيحة بوعز لراعوث
"فقال بوعز لراعوث ... لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر"
(را 2: 8)
قال بوعز لراعوث ناصحاً "لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر.." لماذا ..؟ ذلك لأن بوعز سيد في حقله، وطالما هي في حقله، فهو يحميها ويقدم لها من غناه كل ما تدفعه إليه عواطف قلبه، لذلك يشدد بوعز على راعوث أن لا تترك حقله.

وهذه هي رغبة ربنا يسوع المسيح، فهو يريد منا أن نكون على الدوام في حقله - أي في حالة الشركة معه ومع شعبه، فنتمتع بحمايته، ونتمتع بكفايته، ونتمتع بمحبته.

ولا شيء يحفظ عيوننا من النظر إلى العالم، إلا نظرنا إلى الرب وتفرسنا فيه وتأملنا في البركات الروحية التي لنا في شخصه العزيز. وطالما كانت عيوننا ناظرة إليه، وقلوبنا مشغولة به، لا يتوانى عن أن يُظهر لنا ذاته أكثر فأكثر كمن يهمه أمرنا وكمن فيه الكفاية لنا.

ما أجمل ما أعد لإرواء ظمأ هذه النفس الحديثة الإيمان بالله، فبوعز يوجه نظرها إلى المياه التي استقاها الغلمان، ويطلب إليها أن تشرب منها كلما أحسّت بعطش. وما عمله الغلمان هنا يعيّن لنا، على طريقة روحية، ما يجب أن يعمله خدام الرب الذين عليهم أن يستقوا من الرب - وهو النبع الدائم - ما من شأنه أن ينعش النفس ويرويها. حقاً ما أجمل هذا الحق وما أخطره. ما أجمله لأن فيه امتيازاً ثميناً، وما أخطره لأنه يحمل مسئولية خطيرة.

بعد هذا نجد بوعز يهتم بحاجيات راعوث، ومن غناه يسد عوزها "فناولها فريكاً فأكلت وشبعت وفضل عنها" وهذا هو اختبارنا نحن من جهة الرب، فهو الذي يخدم حاجيات نفوسنا، وهو الذي يزودنا من حين لآخر بما يسندنا ويقوينا. كما أن ما يعطينا الرب إياه لا يسد حاجيات نفوسنا فقط، بل يكفى غيرنا أيضاً، وهذا ما نجده في عدد18 إذ نقرأ عن راعوث أنها أخرجت وأعطت حماتها ما فضل عنها بعد شبعها. وحري بنا أن نعلم أن ما تناله نفوسنا من الرب، لا يقوّى ويسند نفوسنا فقط، بل وبدون أية خسارة، وإنما يربح كثير، نستطيع أن نقدمه للآخرين أيضاً لتقوية نفوسهم في الطريق.

ج.ب. روبرت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net