الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 أكتوبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مفيبوشث والتكريس لداود الغائب
"فقال مفيبوشث للملك فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته"
(2صم 19: 30 )
لقد شهد الروح القدس لولاء مفيبوشث. فإن غياب سيده المحبوب داود كان يدعوه للنوح (2صم 19: 24 ) . وهذه صورة حقيقية لِما يجب أن يكون عليه المؤمن الآن مدة غياب السيد عنه. فإن الشركة مع السيد الغائب تدعو المسيحي بالانفصال التام عن العالم وجميع مظاهره الخلابة الكاذبة، ولا تنحصر فيما هو حلال وما هو حرام. بل إن القلب النابض بالمحبة ليعلن الطريق الصريح الواجب على المسيحي السير فيه حتى رجوع الملك. وما أجلّ نوع العمل الذي يوجبه علينا غياب السيد "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق" (2صم 19: 24 ) . ولو سُئل المسيحي الحقيقي: لماذا تمتنع عن هذه وتلك، فإنك تسمع جوابه الصريح "لأن المسيح غائب". فلا نحتاج إلى قوانين كنسية مجدبة لتنظيم أحوالنا، ولكننا نحتاج إلى محبة عميقة شديدة لشخص المسيح الرب، ورغبة قوية لرجوعه إلينا سريعاً - ذاك الذي نقلنا من الموت إلى الحياة، ومن المزبلة إلى العرش. يا ليتنا نطلب سرعة رؤية وجهه، ويا ليت قلوبنا تستطيع أن تُجيب بالإيجاب على كل رغبات قلبه.

لقد ظهر الفرق بين صيبا ومفيبوشث. فالأول يطلب المال، والثاني يطلب التقرب إلى الملك. وهذا واضح من قول مفيبوشث "فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته". ولقد ظهرت بساطة استقامة قلبه، ولا عجب فإن قلبه كان متعلقاً بشخص داود لا بأموره الخاصة، مكتفياً بأن الملك قد رجع بسلام إلى بيته. إن التقرب لشخص الملك، ملأ قلب مفيبوشث وأشبعه حتى استطاع دون صعوبة أن يهب صيبا كل ما حاول هذا نيله بالخديعة والنميمة.

هكذا يجب أن يكون الحال مع جميع الذين يحبون اسم ابن الله. فإن رجاء ظهوره المجيد يُميت في قلوبهم الميل لأمور هذا العالم. ولو كان المسيحيون يتحققون قوة هذا الرجاء المبارك، لكان سيرهم أعلى وأبعد عن العالم. والعدو نفسه يعرف هذا، ولذا فإنه يعمل بنشاط حتى ينزل درجة هذا الرجاء إلى مجرد الخيال بلا قوة عملية ولا أساس ثابت. وقد نجح العدو نوعاً في غواية البعض الذين وضعوا مجيء الرب في زوايا الإهمال. على أنه يوجد علاج واحد ناجح لهذا كله، وهو المحبة العميقة والرغبة الأكيدة لمجيء الرب.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net