الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 يناير 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى رجل الله
"ولم يَقُم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه"
(تث34: 10)
من بين الرجال العظام الذين أقامهم الله في إسرائيل، لم يكن هناك رجل له من الاعتبار والاحترام لدى الأمة أكثر مما كان لموسى. فعلى يديه أخرجهم الرب من أرض مصر، وبواسطته قبلوا الشريعة. ولمدة أربعين سنة قضي لهم في يشورون كنبي وكاهن وملك، وهم مدينون له، بعد الله بكل ما هو عزيز وثمين لديهم كأمة. ولم يَقُم في إسرائيل منذ ذلك اليوم نبي كموسى كان الرب يكلمه وجهاً لوجه، مُعطياً إياه مركز الوسيط والخادم في كل بيته. وكما كان مركزه عجيباً، كانت صفاته عجيبة. ففيه نرى عظمة وجمال الرجل الخائف الله، العائش في تأديبه، والساكن منفرداً باستمرار في شركة التعبد العميق للعلي مع الوداعة التي لا مثيل لها، والمحبة الشديدة وإنكار الذات المتناهي. وإن محبته لله لتشع وتنجلي في محبته لإسرائيل ـــ تلك المحبة التي كانت تغفر وترجو وتحتمل كل شيء. والتي لم تتأثر قط بنكران الجميل ولم تبرد أو تضعف قط بخيبة الأمل.

فإننا نرى في رجل الله هذا؛ كل شجاعة ولطف، وكل جَلـَد وصبر، مع الغيرة الشديدة لمجد الله والوداعة الأبوية من نحو الشعب. وفى هذا كله كان صورةً ورمزاً لذاك الذي جاء لإسرائيل فيما بعد كالإعلان الكامل للمحبة الإلهية. وكذلك أقواله فاقت جميع الأقوال النبوية الأخرى في العظمة والبساطة والقوة حتى أن الخمسة أسفار التي تحمل اسمه والتي لا تدانيها في الروعة والجمال أية أسفار أخرى في عالم الأدب كله، قد أصبحت أعز وأغلى كنز لدى الأمة.

ومما هو جدير بالملاحظة أن الكتاب المقدس يعطينا صورة لموسى من طفولته حتى رحيله. ويستعرض أمامنا كاتب العبرانيين حياة موسى من أولها لآخرها ويُرينا أنها كانت حياة الإيمان. وبعبارة أخرى أن تاريخ موسى هو شهادة قوية لبر الإيمان ولو أنه معطى الناموس.

ها سحابة الشهود تلمـع بكــل جمـال
وضيـــاء إيمانهـــم يلمـــع لمدى الأجيال

أدولف سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net